إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

المتحدة الأمريكية. ونحن نرى الفانتوم تصل إلى إسرائيل، ونحن نرى الطائرات قاذفات القنابل بأعداد كثيرة ترسلها أمريكا إلى إسرائيل، لماذا؟ لتقتلنا، لتدمر منشآتنا. كل هذا كنا نراه، وكل هذا كنا نعرفه، وكنا نعرف نوايا الاستعمار. ماذا حدث في هذه الأجواء؟ في هذا التحدي جاءت ثورة السودان، جاءت ثورة السودان لتثبت للعالم أجمع أن الاستعمار يريد شيئاً وأن الشعوب والجماهير تريد شيئاً آخر. خرج جعفر نميري ومعه إخوانه الأبطال والقوات المسلحة السودانية، خرجوا وأعلنوا ثورة مايو. وكانت مؤامرات الاستعمار في هذه الأيام كنا نراه بأعيننا من القاهرة من الشمال. كانت المؤامرات تحوم حول السودان، وكانت المؤامرات تحاول إسقاط السودان في شراك الاستعمار. كنا نرى الأموال تدفع من دول من أمريكا ومن ألمانيا الغربية حتى تسقط كل مقاومة، حتى يستعبدوكم أنتم الشعب البطل الذي وقف في سنة 1967 يطالب بالصمود ويطالب بالحرية ويطالب بالقتال ويطالب بالنضال. هذا الشعب الذي خرج في المجلات الأمريكية في سنة 1967 وتقول لأول مرة في التاريخ يخرج شعب يحيي قائد مهزوم، كانوا يقصدوني بهذا، وكانوا يقولون لم نر هذا من قبل. ولكن هذا يدل على أن هذا الشعب يصمم على الصمود ويصمم على أن يسير في طريق النضال، ولكنهم بعد أن رأوا هذا منكم في سنة 1967 حاولوا بكل الوسائل يضعوكم في شباكهم، شباك الاستعمار، وأن يضعوكم في داخل مناطق النفوذ. وكنا نرى من القاهرة أراكم هنا في السودان والشباك تلتف من حولكم، شباك الولايات المتحدة الأمريكية. إذا حل هذا بالسودان فماذا سيكون مصيرنا. إن السودان يؤمن جبهتنا الجنوبية، وكنا في هذه الأيام نشعر إننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً لأننا نواجه العدو على قنال السويس ونواجه إمدادات للعدو وترسلها الولايات المتحدة الأمريكية، وكنا نحسب حسابنا ونضع تقديرات الموقف، ونقول لقد قارب السودان من أن يسقط في قبضة الاستعمار. ولم يبق إلا أيام قليلة، في فجر يوم من الأيام، في 25 مايو أعلن راديو السودان هذه الثورة، ثورة السودان، ثورة النميري وإخوانه الأبطال. فقلنا إننا نحسب والله يدبر والله يريد لهذه الأمة النصر. وقلنا لقد استطاعت فئة قلية من أبناء السودان أن تحمي جماهير السودان البطلة المناضلة من أن تقع في قبضة الاستعمار في قبضة الولايات المتحدة الأمريكية. لقد استطاعت القوات المسلحة في السودان أن تقوم بدورها وتخرج لتحمي شعب السودان من أن يقع في قبضة الاستعمار أو أن يستشهد، وتعطي لذلك المثل. إن شعب السودان البطل المناضل المجاهد المكافح الذي أعلنت جماهيره في سنة 1967 الصمود والكفاح. هذا الشعب لا يريد أن يصمد أبداً بدون قتال.

          والحمد لله أيها الأخوة وأنا بينكم اليوم في أرض الثوار في أرض الأحرار. أين الاستعمار الآن؟ لقد ذهب الاستعمار، وأعوان الاستعمار وبقيتم أنتم جماهير الشعب السوداني الثائر، وبقيتم أنتم شعب السودان المناضل. ووقفتم أيها الأخوة وراء ثورتكم، وسرتم واليوم بعد ستة أشهر من الثورة أنا معكم هنا. ولقد رأيت جماهيركم اليوم في الصباح، وأراكم اليوم جماهير الشعب السوداني المناضل المكافح، فقرأت في الجرائد في الصباح فيقل لنا عبد الناصر كيف سارت ثورته هذه الأعوام؟ وكيف استطاع أن يعمل ما عمل وأن تعمل الثورة؟

<9>