إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

السؤال، رفضت إسرائيل أن تذكر كلمة الانسحاب، ورفضت أن تشير إليها بأي حال من الأحوال. ولكن إسرائيل قالت إنها على استعداد أن تبحث في إعادة توزيع قواتها. طبعاً هذا إن دل على شئ فيدل على إن إسرائيل لا تريد الانسحاب، ولكن تريد التوسع.

          وهناك أيضاً موضوع آخر يدل على نوايا إسرائيل ويدين إسرائيل، ويكشفها. حدث بعد 8 يونيه أن كانت هناك اقتراحات من فرنسا على أساس قيام محادثات رباعية بين الدول الكبرى لبحث مشكلة الشرق الأوسط، ووافقنا نحن على هذه المحادثات، وحينما اتصلت بنا فرنسا وافقنا على الفكرة. ولكن إسرائيل رفضت هذه الفكرة، وقالت إنها لا تقبل أن يكون الحل إلا من الداخل. ما معنى هذا؟ معنى إسرائيل إنها تريد أن تفرض الأمر الواقع وتريد أن تفرض سيطرتها، وتريد أن تفرض على العرب الاستسلام، وتريد من العرب أن يقبلوا احتلالها وضمها للأراضي العربية. بعد هذا كانت هناك محادثات ثنائية بين أمريكا والاتحاد السوفيتي خاصة بمشكة الشرق الاوسط. نحن أعلنا إن إحنا نقبل هذه المفاوضات، ولكن إسرائيل رفضت ، وقامت بحملة كبيرة في كل أنحاء العالم الغربي ضد المفاوضات.

          من هذا كله نستطيع أن نقول إننا حقيقة أثبتنا عملياً إننا نريد السلام، ولكن أمتنا في نفس الوقت أثبتت عملياً أنها ترفض الاستسلام، ورفض الاستسلام مسئولية كبيرة.

          إذا أردنا السلام وفي نفس الوقت رفضنا الاستسلام في مواجهة عدو كالعدو الإسرائيلي بتاريخه الطويل وبمخططاته المعروفة وبصفاته المعروفة، مع تأييد الولايات المتحدة الأمريكية له، لإسرائيل في كل أعمالها العدوانية، وفي كل نواياها العدوانية. إذا رفضنا الاستسلام مهما كنا نريد السلام. فرفض الاستسلام يفرض علينا أن نقاوم، ويفرض علنيا أن نصمد، ويفرض علينا أن نناضل. يفرض علينا أن نقاتل. لأن رفض الاستسلام ليس كلاماً يقال، ثم نترك العدو بعده يمرح بأمان على أراضينا. رفض الاستسلام معناه إننا نستعد للتضحيات وإننا نستعد للقتال، وإننا نستعد للبذل والعطاء من أجل كرامتنا وحريتنا، ومن أجل كرامة الأمة العربية وحرية الأمة العربية.

          والآن - أيها الأخوة- هم يتهموننا في الولايات المتحدة الأمريكية وفي إسرائيل بخرق وقف إطلاقاً النار. كلنا نعلم أن قرار وقف إطلاق النار صدر من مجلس الأمن في يونيه سنة 1967، يوم 9يونيه سنة 1967، والوضع الطبيعي أن يكون وقف إطلاق النار مقرون بفقرة تنص على انسحاب القوات إلى المواقع التي كانت فيها قبل القتال، ولكن أمريكا صممت ورفضت في مجلس الأمن، رفضت أن يشمل القرار أي شيء خاص بالانسحاب، وصدر القرار ناقص. وفي نوفمبر سنة 1967 صدر قرار مجلس الأمن اللي اتكلمنا عليه دلوقت، ونص على الانسحاب من الأراضي المحتلة، ونص على إقامة السلام، دلوقت بيطالبونا بوقف إطلاق النار، بيتهمونا بخرق وقف إطلاق النار. إسرائيل، العدو الإسرائيلي، وأمريكا، الولايات المتحدة الأمريكية،

<12>