(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

الثورة مين الثورة؟ هم أصحاب المصلحة الحقيقية. مين هم اللي ضد الثورة؟ اللي ضد الثورة اللي كانوا بيستغلوا ومش قادرين يستغلوا النهاردة اللي كانوا بيملكوا كل شئ وأخذت منهم هذه الأملاك وهذه الأموال دول ضد الثورة هل دول نأمن ليهم؟ دول بأقول إن إحنا باستمرار نكون مفتحين عنينا بالنسبة ليهم ونذكر كل الكلام اللي بأقوله ده إذا قامت ثورة في أي مكان فلابد أن تكون هناك ثورة مضادة، أي ناس ضد الثورة لأنهم لا يؤمنوا بمبادئ هذه الثورة ولا يعترفوا بالقيم اللي قامت من أجلها هذه الثورة. ده طبعاً يفرض علينا عبء كبير ومسئولية كبيرة وعمل أكبر ولكن ده يمثل عبء ومسئولية وعمل الأمل وعبء ومسئولية وعمل الحرية. بالعمل حانبني بلدنا ونقضي على كل جحور وعناصر الثورة المضادة وطريق العمل هو اللي حايمكنا من أن نعمل من أجل أملنا لما الواحد بيشوف ولاده الصبح الضهر عايز يشوفهم إيه ومن أجل الحرية ومش بس من أجل الأمل، ومن أجل الحرية ولكن حماية للأمل والحرية، ومن أجل الدفاع عنهما. غيرنا بيعمل لكي يحقق أمله وأمنيته إحنا هنا نعمل لكي نحقق ونؤمن أيضاً، ذلك أننا نعمل ونتعرض خلال عملنا للتهديد المستمر.

          خمستاشر سنة تهديد مستمر تهديد من مين؟ ما هو مصدر التهديد الاستعمار طردنا الاستعمار من أرضنا وأفكارنا ومبادئنا وما ننادي بيه كل ده يهدد الاستعمار في كل أرض عربية وإحنا أعداء للاستعمار ونشارك في الحرب ضد الاستعمار على اتساع العالم ولو بمجرد التضامن الأدبي مع كل الناس الذين يهبون ضده واللي بيناضلوا لإخراجه من بلادهم وإسقاط سيطرة الاستعمار عليهم مهددين ليه؟ إحنا نعمل وإحنا في نفس الوقت مهددين والاستعمار في منطقتنا لا يغفر لنا أبداً إننا قاومناه وقاومنا أحلافه، وقفنا ضد حلف بغداد، وقفنا ضد مستر ايدن وطار مستر ايدن، وقفنا ضد كل مخططات الأحلاف في المنطقة، وقفنا ضد مبدأ ايزنهاور اللي عملوه بعد ما انهار حلف بغداد، الاستعمار في المنطقة لا يغفر لنا إننا قاومناه وقاومنا أحلافه وقاومنا وجود مناطق النفوذ له. والاستعمار في منطقتنا لا يغفر إننا قاومنا عملائه، قاومنا نوري السعيد وقاومنا عملائه في العراق اللي دخلوا حلف بغداد، عبد الإله، ودلوقتي بنقاوم حسين وفيصل.

          بورقيبة أنا مش عايز أتكلم عليه، الراجل عيان ربنا يشفيه.. ربنا يشفيه، يشفي قلبه ومفيش داعي نتكلم عليه، لكن لازم نقول يشفي عقله كمان. الاستعمار لا يغفر لنا دعواتنا إلى الحرية الاجتماعية وربطها ربطاً عضوياً بالحرية السياسية، لأن ذلك يهدد مصالحه ويهدد شركاؤه. الاستعمار لا يغفر لنا خروجنا لدعوة عدم الانحياز وجهودنا في إنقاذ شعوب المستعمرات ولو بالمثل الذي ضربناه والنموذج الذي قدمناه لمقدرة المقاومة والقتال.. الاستعمار لن يغفر وأعوان الاستعمار من الرجعيين لن يغفروا.. وإسرائيل معهم. وهي النتيجة المباشرة لتحالف الاستعمار والرجعية تحالف الاستعمار والملك عبد الله سنة 48.. الرجعية العربية سنة 48.. إسرائيل أيضاً لن تغفر لن يغفروا خصوصاً والمعركة مستمرة 15 سنة المعركة بتزيد عنف وضراوة.. النضال متصل والتطور العربي يأخذ مجراه، لا نتصور إلى أي مدى يرون الخطر منا مش العمل العربي وحده ولا الجنوب العربي وحده اتكلموا معايا عن خطرنا في أمريكا اللاتينية، شفت وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وكان جاي بيقول إن إحنا تعبينهم وانهم زعلانين مننا واخدين على خاطرهم ليه.. أول

<13>