إن مؤتمر برشلونة للشراكة الأوروبية المتوسطية يشكل منعطفا جديدا للعلاقات عبر المتوسط. أن ترحيبي ودعوتي الدول العربية المتوسطية دون أي استثناء للمشاركة في هذا المؤتمر تستوجب الإشادة بالحكومة الجزائرية على استضافتها مؤخرا لاجتماع على مستوى الخبراء من عشر دول عربية والذي استهدف تنسيق المواقف العربية بما يخدم المصلحة العربية ككل، ويحقق شراكة أكثر توازنا ويسمح بطرح فعال للمسائل التي تهمنا في اجتماع برشلونة، وفي مقدمتها إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وتطوير وتعميق البعد التنموي في العلاقات المتوسطية، وحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية وعلى أساس من قرارات الشرعية الدولية.

السيد الرئيس،

          ثمة موضوع آخر أراه يشكل تحديا كبيرا لمسيرة أمتنا العربية ويعيق من تقدمها وازدهارها وهو تفاقم ظاهرة الإرهاب والتطرف في بعض أجزاء من وطننا العربي وتأثير هذه الظاهرة على مسيرة التنمية في دولنا العربية، ومحاولة بعض الجماعات فرض أفكارها المتشددة بالعنف والإرهاب على الأغلبية المسالمة، ولقد قمت بناء على دعوة من الحكومة الجزائرية بزيارة للجزائر في الفترة من 5 - 7 سبتمبر 1995 وقد تشرفت بمقابلة فخامة الرئيس اليمين زروال رئيس الدولة وكبار المسئولين، وقد لمست مدى جدية القيادة الجزائرية في ضرورة إنهاء الحالة الصعبة التي تمر بها الجزائر. وأود أن أؤكد أن الجزائر بخير

<18>