وفي الشمال الغربي، فإنه بالرغم من انتصار قوات محمد إبراهيم عقال وعودته مرة ثانية إلى هرجيسيا، إلا أن قوات منافسه عبد الرحمن أحمد علي تعد العدة لجولة أخرى من الصدام لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها. ولقد أدت المعارك الأخيرة في الشمال إلى خسائر بشرية كبيرة، إضافة إلى لجوء آلاف من السكان من منطقة الصراع إلى الدول المجاورة وخاصة أثيوبيا.

أما في المناطق الأخرى، فهناك هدوء نسبي بفعل التوازنات التي أفرزتها الصراعات التي دارت قبل سنة، وكذلك وجود إدارات محلية موروثة عن القوات الدولية قبل انسحابها.

3 / 2 تحاول الأمم المتحدة العودة مرة ثانية إلى مقديشيو عن طريق إعادة افتتاح مكتب يرصد ويتابع الحالة في الصومال غير أن جهود الأمم المتحدة للعودة مرة ثانية إلى مقديشيو قد باءت بالفشل حتى الآن بسبب الرفض الصريح لكل من على مهدى وعيديد لوجود أي مكتب سياسي للأمم المتحدة في العاصمة، واكتفت المنظمة الدولية بأن يظل المكتب السياسي لشؤون الصومال في نيروبي حتى تتحسن الحالة في مقديشيو.

3/3 زارت الصومال خلال الشهر الماضي بعثة مشتركة شكلتها القمة الأفريقية لفض وتسوية المنازعات الأفريقية والتي عقدت مؤخرا بتونس، وتكونت البعثة من ممثلين عن رؤساء كل من تونس باعتبارها الرئيس المباشر للقمة الأفريقية، وأثيوبيا المكلفة من القمة الأفريقية بمتابعة موضوع الصومال إضافة إلى ممثل عن الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية، وقد زارت البعثة عدة مناطق في الصومال أهمها هرجيسيا ومقديشيو، وبيدوا، والتقت بكل من محمد إبراهيم عقال وعلي مهدى محمد وعيديد وعثمان عاتو الزعيم الجديد المنافس لعيديد.

ولاحظت البعثة أن الأوضاع في الصومال ما زالت كما هي منذ انسحاب القوات الدولية وأنه ليس هناك أمل في تطور إيجابي يمكن المهتمين بأمور الصوماليين من المساعدة على إعادة السلام والاستقرار وتشكيل سلطة وطنية.

<17>