إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



         ويمكن القول ان انعقاد الدورة غير العادية لمجلس الجامعة - بالسرعة التى تمت بها، وبمستوى التمثيل الذى شهدته، وبالقرار الاجماعى الذى صدر عنها - يمثل موقفا عربيا هاما، تجلى فيه التضامن العربى المنشود.

         ولكن أحد الدروس المستفادة من تداعيات ذلك العدوان، ينصرف الى أن أهمية التضامن العربى، والفاعلية المؤكدة لوحدة الموقف العربى، كلاهما تتضح أهميته وتتضاعف بعد اتخاذ القرار داخل مجلس الجامعة، بحيث لا يعتبر التوصل الى قرار هو خاتمة المطاف، ولا شك ان استمرارية التضامن العربى بنفس القوة والفاعلية، اللتين شهدتهما الدورة غير العادية للمجلس ستنعكس ايجابيا لكشف ابعاد ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلى، وعدوانها ومواجهته فى الجنوب اللبنانى وفى جميع الاراضى العربية المحتلة، وعلى الساحة الدولية.

على المستوى الدولى:

         استنادا الى تقارير بعثة الجامعة فى نيويورك، التى شاركت فى النشاط الدبلوماسى العربى الذى قامت به المجموعة العربية فى الامم المتحدة، يتضح ان نتائج التصويت على توصية الجمعية العامة للامم المتحدة تستدعى وقفة جادة لاستخلاص الدروس والنتائج، حيث يمكن القول أن الموقف العربى لم يصل الى تحقيق النتائج المرجوة فى التصويت، وذلك بسبب الضغوط الامريكية أولا، وثانيا بسبب عدم التنبه لأهمية التواصل والتشاور مع المجموعات الدولية ذات الصلة بالمنطقة العربية مما يستوجب المزيد من التنسيق معها.

         ونخلص من خلال ذلك الى ما يلى:

1 -

ان التحرك الدبلوماسى العربى الذى واجه العدوان سواء على مستوى المنطقة او من خلال المحافل الدولية، كان يفتقر الى المزيد من التنسيق والفعالية المطلوبة.

2 -

ان التصويت فى الجمعية العامة للامم المتحدة على قرار ادانة العدوان الاسرائيلى أظهر ان هناك تغيرا ملحوظا قد طرأ على مواقف المجموعات العالمية، حيث بدأت تجف حماسة دول العالم تجاه مساندة القضايا العربية، وهو ما يقتضى تحركا عربيا واعيا وفاعلا على المستوى الثنائى والمتعدد، ازاء هذه المجموعات لشرح الموقف العربى وتطورات مسيرة السلام، وخاصة لدى المجموعات التى كانت تساند الموقف العربى مثل

<28>