إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



          وكما تعلمون حضراتكم فقد تقدمت الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى بمشروع هام حول تعديل الميثاق وهو الاتحاد العربي والذى سبق موافاة حضراتكم به.

          وإذا كانت الأوضاع العربية الراهنة، في رأي عدد من أصحاب المعالي وزراء الخارجية لا تسمح باتخاذ قرار نهائي الآن، بشأن مضمون تعديل الميثاق، فان الأمر متروك لقراركم بحسم الناحية المبدئية المتعلقة "بمنهج تعديل الميثاق" لانه سيعقب ذلك جلسات عمل مكثفة لأعضاء "اللجنة التساعية" لإعداد المشروع النهائي للتعديل وفقا للمنهج الذي تقره أغلبية الدول الأعضاء.

السيد الرئيس

          لقد حرصت على عرض بعض التصورات والأفكار التي أرى أنها تعبر عن المسؤولية القومية التي شرفتموني بحمل أعبائها، ولا أخفى عليكم، وأنتم أصحاب الرأي وأهل القرار في هذه المؤسسة القومية الجامعة، اننى لا أشعر، في يومنا هذا، بأن العمل العربي المشترك قد حقق انطلاقته الكاملة في مختلف المجالات، كما كنا ولا نزال نتمنى ونسعى، وان كانت بعض برامجه ومشاريعه قد أخذت تتحرك في هذا المجال أو ذاك. وتعود بي الذكرى إلى البيان الذي قدمته إلى مجلسكم الموقر، في منتصف شهر مايو من العام الماضي، يوم أنطتم بي مسؤولية الأمانة العامة. فقد كنت، في ذلك اليوم، أقف على حد فاصل بين شطرين من الآلام والآمال: الآم حرب دمرت الديار والنفوس، وآمال أمة عقدت رجائها على مؤسستكم الجامعة.

          وما أود أن أؤكده لكم اليوم، أن الآمال لا تزال تحدوني بمثل ما تحدوكم، إلى غد يشرق فيه علينا التضامن، ويتوحد الصف، وتتوفر فيه العوامل التي تؤهل الأمة لمواجهة متطلبات الإنماء والأمن والعيش بكرامة، في عالم لم يعد يستطيع البقاء في إطاره سوى القوى الكبيرة بشريا واقتصاديا وأمنيا. حيث لا مكان لدول فرادى تعيش على هامشه، وإن أمتنا العربية، لقادرة على أن تكون قوة كبرى، ولن تكون أبدا على هامش هذا العالم.

<15>