كما أدت هذه التحولات إلى إنهاء الحرب الباردة ووضع حد لسباق التسلح وتقليص الأسلحة الاستراتيجية النووية.

          وعكست هذه التطورات نفسها سلبا على القضايا العربية، وبالتحديد قضية الصراع العربي الإسرائيلي. إذ من المعروف أن الأنظمة السابقة كانت قد أعطت دعمها للقضايا العربية من منظور مصالحها الاستراتيجية أبان مرحلة الاستقطاب، ولكن مع انتهاء هذه المرحلة، أخذت هذه الدول بتعزيز علاقاتها مع إسرائيل. كما تركت هذه التطورات ردود فعل سلبية لدى الرأي العام في معظم هذه الدول تجاه الدول العربية لاعتقادها بأن الرأي العام كان " مغيبا " في المرحلة السابقة ومن منطلق حقد بعض قطاعات الرأي العام في هذه الدول على كل ما يمت للأنظمة الشمولية بصلة.

          وقد بلغت التحولات في الاتحاد السوفيتي ذروتها بإعلان الما أتا الموقع من إحدى عشرة جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في ديسمبر 1991 بانتهاء الاتحاد السوفيتي كدولة، وقيام كومنولث يجمع هذه الدول.

          ترك تفكك الاتحاد السوفيتي آثارا كبيرة على صعيد العلاقات الدولية، حيث انتهى الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى، وأصبحت تقود العالم دولة واحدة هي الولايات المتحدة، كما ترك آثارا واضحة على القضايا العربية، آخذين في الاعتبار التوجهات السياسية الدولية للكومنولث الجديد، والتي لم تتبلور بعد، وموقف هذا الكيان الجديد من القضايا العربية، وان روسيا تعتبر وريث الاتحاد السوفيتي في رعاية عملية السلام.

          ليس هذا فحسب، بل أن هناك ست جمهوريات إسلامية انسلخت عن الاتحاد السوفيتي وهى تبحث عن دور مستقل لها في السياسة الدولية، وتربطها علاقات ثقافية وحضارية ودينية مع بلدان الشرق الأوسط، وخصوصا الدول العربية.

          لذلك فان تحركا عربيا جماعيا مطلوبا في هذه المرحلة من أجل استطلاع التوجهات السياسية الدولية للكيان الجديد وتعزيز العلاقات معه بما يخدم استمرار دعمه للقضايا العربية وكذلك تعزيز العلاقات مع الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، آخذين في الاعتبار الدور الذي

<58>