للتطور في مختلف المجالات.

          وعلى المستوى السياسي، بدأت اليابان تلعب دورا متزايد الأهمية في السياسة الدولية، أما موقفها من القضايا العربية، وخصوصا قضية الصراع العربي - الإسرائيلي، فقد دخل عليه الكثير من التطور، فبعد أن كان مطابقا للسياسة الأمريكية، أصبح أكثر إيجابية، حيث تطالب اليابان بحل هذا الصراع على أساس الشرعية الدولية وحق تقرير المصير للفلسطينيين، وهى من الدول الرئيسية التي حضرت المفاوضات متعددة الأطراف التي عقدت في موسكو في 28 / 1 / 1992.

          مما سبق تتضح أهمية تعزيز العلاقات العربية - اليابانية، نظرا للدور المتنامي لليابان على الساحة الدولية، في مختلف المجالات، خصوصا وأن هناك استعدادا يابانيا لإقامة حوار جماعي مع الدول العربية، على غرار الحوار العربي الأوروبي، وقد بدأ ذلك واضحا من خلال الزيارة التي قام بها الأمين العام المساعد للشؤون السياسية إلى اليابان في أكتوبر 1990.

          تواجه الأمة العربية الكثير من التحديات التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي نذكر منها التجزئة والحركات الانفصالية ومشاكل المياه، وتحديات التنمية والتهديد الخارجي، ولكن يأتي التحدي الصهيوني في المقدمة نظرا للطبيعة العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني القائمة على أيديولوجية دينية متعصبة، والذى يحظى بدعم لا محدود من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

          ويمتلك الكيان الصهيوني أكبر ترسانة أسلحة في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها أسلحة التدمير الشامل ووسائل إيصال هذه الأسلحة، وقد كان اطلاق صاروخ إسرائيلي قبالة سواحل ليبيا عام 1989 دليلا على ذلك، وناقوس خطر يهدد كل عاصمة عربية، الأمر الذي دعا مجلس الجامعة إلى اتخاذ قرار كلف بموجبه الأمانة العامة للجامعة بوضع دراسة متكاملة حول الأمن القومي العربي وعرضها على المجلس.