إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

وعلى روح التعاون التي تحلى بها تجاه الأمانة العامة وفي المحافل الدولية، مما كان له أوقع الأثر في إنجاز ما تم إنجازه، ولله الحمد.

أيها السيدات والسادة،

         تشهد مدينة "واغادوغو" هذا اللقاء الإسلامي الكبير، في وقت تجتاز أمتنا الإسلامية فيه مرحلة من أدق مراحل تاريخها الحديث. ولا شك في أن شعوب هذه الأمة العظيمة تتتبع اجتماعنا هذا بعين الرجاء والأمل في أن يكلل الله بالتوفيق أعمالنا، وفي أن يحقق لهذه الأمة مطامحها وتطلعاتها.

         وتتيح لي فرصة وجودي في هذا البلد الواقع في قلب القارة الإفريقية التي تنتسب ستّ وعشرون دولة من دولها إلى منظمة المؤتمر الإسلامي مناسبةً للتذكير بأن علاقات إفريقيا مع العالمين الإسلامي والعربي ليست وليدة ظروف سياسية واقتصادية راهنة، بل هي علاقات ذات جذور ممتدة في أعماق التاريخ. وليس بغريب والحال هذه أننا نشهد تنامي الدور الفعال الذي تضطلع به الثقافة الإسلامية في جميع أرجاء القارة الإفريقية مما يبشر بمستقبل واعد وزاهر.

أيها السيدات والسادة،

         تعقد منظمة المؤتمر الإسلامي مؤتمرها هذا، وقد مضى ستةَ عشرَ شهراً على عقد المؤتمر الخامس والعشرين في الدوحة، عاصمة دولة قطر. وقد تتابعت الأحداث خلال تلك المدة وتلاحقت:

         واسمحوا لي بأن أستهل كلامي بتناول القضية التي تستأثر بموضع الصدارة من اهتماماتنا، وهي قضية فلسطين والقدس الشريف والنزاع العربي الإسرائيلي: وكما ترون فإن هذا المؤتمر يُعقد وعملية السلام في الشرق الأوسط ما تزال على جمودها، إذ انقضت السنوات الخمس التي حددها الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي مرحلة انتقالية، دون أن تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ودون أن تبدو في الأفق إرهاصات الحل النهائي، بالإضافة إلى استمرار توقف العملية السلمية على المسارين السوري واللبناني. ويعلم القاصي والداني أن إسرائيل هي التي تسببت في هذا الجمود، ذلك أنها تنكرت لكل الاتفاقيات الموقعة في نطاق عملية السلام، ورفضت تنفيذها، ولجأت إلى ممارسات غير شرعية وغير قانونية فعمدت كعادتها إلى مصادرة المزيد من الأراضي والممتلكات، واستمرت في بناء المزيد من المستوطنات، وأعملت يد الهدم في منازل الفلسطينيين، وأجبرت السكان على مغادرة مدنهم وقراهم، وفرضت الحصار، واستمرت في اعتقال المناضلين، وصعدت اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية.

         ولقد أيدت منظمة المؤتمر الإسلامي عملية السلام وفق الأسس التي دعا إليها مؤتمر مدريد ووفق قرارات مجلس الأمن التي تنادي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشريف، والجولان العربي السوري، والأراضي اللبنانية المحتلة، كما تنادي بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية الثابتة، بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

<2>