(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

         وقد تبنت المنظمة كما تعلمون مدونة قواعد السلوك لمكافحة الإرهاب. وهي تسعى لعقد اتفاقية بين الدول الأعضاء للتعاون على هذا الصعيد، انطلاقا من مضمون تلك المدونة والتزاماً بتوجيه مؤتمر القمة الإسلامي الثامن في هذا الشأن.

         أما التنظيم القانوني للتعاون بين الدول الأعضاء، فيقضي بإبرام عدد من الاتفاقيات تحت إشراف المنظمة، وخاصة في المجال الاقتصادي، لأن المرحلة الحالية التي بلغها التطور الذي يشهده المجتمع الدولي تمتاز بالتكتلات الكبرى. ولعل المشكلة الرئيسية التي تواجه دخول الاتفاقيات المشار إليها حيز التنفيذ هي عدم بلوغ النصاب القانوني من تصديقات الدول عليها وهي شرط لتطبيقها.

أيها السيدات والسادة،

         واسمحوا لي قبل أن أنهي كلمتي هذه بأن أضيف موجزاً للحالة المالية التي تعرفها الأمانة العامة. فقد استأثرت هذه الحالة باهتمام الأمين العام، الذي سعى منذ أن تولى منصبه إلى تطوير عمل الأمانة العامة كي تواكب التطورات الدولية، والمستجدات المتلاحقة في الساحة العالمية.

         وتفضل عدد من الدول الأعضاء بالمبادرة إلى تقديم تبرعات طوعية ساعدت الأمانة العامة على التغلب على أزمتها المالية التي كادت تعصف بها، وبفعل تلك التبرعات السخية استطاعت الأمانة العامة تسديد جانب كبير من ديونها المتراكمة، لكن تحصيل المساهمات والمتأخرات ظل دون المستوى المطلوب، فقد سجلت ميزانية الأمانة العامة للسنة الحالية تسديد عشرين دولة فقط من مجموع الدول الأعضاء مساهماتها في موعدها المحدد، ولولا مبادرة بعض الدول إلى تسديد ما عليها من متأخرات، لعادت الوضعية المالية الصعبة إلى ما كانت عليه قبل سنتين.

وبفعل سياسة الترشيد التي تحققت بشهادة هيئة الرقابة المالية، استطاعت الأمانة العامة حل عدد من المشاكل المالية، كمشكلة الساعات الإضافية. كما جرى توظيف عشرين موظفا وترقية ما يقرب من ستين موظفاً في الأمانة العامة ممن كانوا مجمدين في درجاتهم منذ سنين عديدة. وكذلك تم اتخاذ الخطوات التمهيدية لإحداث صندوق نهاية الخدمة في الأمانة العامة لتغطية مستحقات من تنتهي خدماتهم من الموظفين، استجابة لتوصية من هيئة الرقابة المالية.

         وعلى الصعيد الإداري تمت عدة إصلاحات وجرى تطبيق النظام بدقة مما ساعد على تنفيذ الميزانية المعتمدة دون تجاوزات. وتجدون تفاصيل هذه الإجراءات في التقرير الذي أعدته الأمانة العامة عن الوضعية الآنية للمنظمة وسبل إصلاحها الذي ستنظرون فيه ضمن الأمور التنظيمية المعروضة عليكم.

أيها السيدات والسادة،

         إن أمتنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، متشبثة بالمبادئ النبيلة التي ينطوي عليها ميثاق منظمتنا. وعلينا أن نستمر في بذل أقصى الجهود لبلوغ الأهداف السامية التي نسعى إلى تحقيقها متطلعين بثقة وإيمان إلى غد مشرق سعيد.

<11>