إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

          وتطالب المنظمة المجتمع الدولي في هذه المرحلة المصيرية بالعمل على أن تتوقف إسرائيل على الفور عن إقامة أية إنشاءات استيطانية على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما فيها القدس الشريف، وبالعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبدء المفاوضات بشأن قضايا المرحلة النهائية واستئناف المفاوضات، على المسارين السوري واللبناني، من حيث توقفت في شهر فبراير 1996.

          وتأكيداً من المنظمة لمكانة مدينة القدس الشريف لدى أبناء الأمتين العربية والإسلامية فإنها تعد كل الإجراءات التي عملت إسرائيل على فرضها في القدس إجراءات باطلة لا تتمتع بأية شرعية.

          وبهذه المناسبة أدعو الدول الأعضاء إلى تأكيد تضامنها مع الشعب الفلسطيني، والعمل على تعزيز موقف المفاوض الفلسطيني، وتقديم كل صور الدعم المالي والاقتصادي والسياسي للأشقاء الفلسطينيين لإعانتهم على إقامة دولتهم.

          ولا يفوتني أن انتهز هذه الفرصة لأعرب للشعب اللبناني عن أطيب التهنئة بعودة مدينة (جزين) إلى مظلة السيادة اللبنانية، دون قيد ولا شرط وفي إطار الكرامة الوطنية.

          وهناك قضية ملحة أخرى برزت على مسرح الأحداث أكثر من أي وقت مضى، منذ حوالي أربعة أشهر، هي قضية الغالبية ذات الأصل الألباني في كوسوفا التي أصبحت محنتها على كل لسان: فقد شردت الهجمة الصربية الشرسة ما يزيد على مليون من أبناء ذلك الإقليم المسلمين، ودفعتهم قسراً، إلى مغادرة ديارهم بقوة الحديد والنار، وعن طريق التطهير العرقي الذي لم يُسَجَّلْ مثيلٌ له من قبل.

          إن منظمة المؤتمر الإسلامي لتشعر ببالغ الانشغال أمام ذلك الوضع المأسَوِيّ. وتدعو إلى وجوب تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير الذي يقضي خاصة بإعادة اللاجئين من سكان كوسوفا إلى وطنهم بأمان وكرامة، في أقرب وقت ممكن. وإذا كان الهدف من تدخل قوات حلف الناتو يرمي فعلا إلى قمع السياسة العنصرية الصربية كما قيل، فإن المجتمع الدولي بعد أن وافقت كل الأطراف المعنية على خطة السلام التي أقرها مجلس الأمن الدولي، مطالب الآن بالعمل على التعجيل بإعادة لاجئي كوسوفا إلى وطنهم. ومع الانشغال البالغ بسبب الصراع في كوسوفا الذي يمثل كارثة مفجعة، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي حرصت على أن لا تتعامل مع هذه القضية، من منطلق ديني بوصفها عملا عدوانيا يُقترف ضد مجموعة دينية معينة فحسب، بل على أنها كارثة إنسانية مدمرة تؤرق ضمير البشرية جمعاء، وخرقّ صارخ لمبادئ حقوق الإنسان كما نصت عليها المواثيق العالمية.

          واهتماماً من المنظمة بتطور الأحداث هناك، وشعورا منها بالمسؤولية، حرصت على إصدار عدد من البيانات التي تؤكد موقفها، وعقدت عدة اجتماعات في جنيف ونيويورك.

          وشهد الأسبوع الأول من إبريل الماضي اجتماعاً في المستوى الوزاري في جنيف لفريق الاتصال المذكور، أسفر عن وضع عدة توصيات، منها: الدعوة إلى العمل على تكثيف المساعدات الإنسانية للاجئين الكوسوفيين، وعلى وقف التهجير القسري لسكان الإقليم وبذل المساعي كي تعود منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن للاضطلاع بدورهما في

<3>