إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

         وفي القارة الآسيوية ما تزال الحرب الأهلية الأفغانية مستعرة*، رغم أن حسم الصراع هناك لا يمكن أن يتحقق باستعمال السلاح، ذلك أن التسوية السياسية وحدها هي الكفيلة بإعادة السلام والاستقرار إلى هذا البلد المسلم.

         وقد حققت الجهود المشتركة التي بذلتها منظمة المؤتمر الإسلامي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة نجاحاً في إقناع حركة طالبان والتحالف الشمالي بالالتقاء حول طاولة المفاوضات في إسلام أباد. وقد تلقت المنظمة بارتياح كبير نبأ الاتفاق الذي تمخضت عنه جولة المفاوضات التي جرت في العاصمة التركمنستانية "عشق أباد" بين الحركة والمعارضة، وهو الاتفاق الذي قضى باقتسام السلطة وتبادل الأسرى، والذي كان في الحقيقة نتيجة الجهود المشتركة المذكورة ولو أن من المؤسف هنا أن نسجل انتكاسة جديدة في الموقف نتيجة تردد أطراف النزاع في وضع الاتفاق موضع التنفيذ. وأغتنم هذه المناسبة لأجدد الدعوة للأطراف الأفغانية المعنية كي يُعْلوا قِيمَ الأخوة والتسامح والعفو وعقد العزم على تسوية هذه الأزمة بصورة نهائية، خدمة لمصالح الشعب الأفغاني وتوطيداً لدعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.

أيها السيدات والسادة

         وفيما يخص القضية التي عرفت بأزمة لوكربي، رحبنا جميعاً بالتطورات الإيجابية الأخيرة التي تمثلت في تسليم المواطنين الليبيين المشتبه فيهما بعد أن وافقت الدول الغربية الثلاث المعنية على الضمانات التي طلبت الجماهيرية توفيرها. والفضل في هذا التطور الذي طال انتظاره عائد إلى وساطة ناجحة ومساع حميدة نشيطة اضطلعت بها كل من المملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا مع أطراف أخرى، وأملنا كبير في أن ترفع عن الجماهيرية الليبية الشقيقة نهائياً كل العقوبات المفروضة عليها في أقرب الآجال.

         أما في جامو وكشمير فقد شهد النزاع تصعيداً خطيراً منذ أواخر شهر مايو الماضي حين بدأت الهند في شن غارات جوية وأرضية على مناطق الحدود الباكستانية المجاورة لكشمير مما جعل البلدين يبلغان شفا الحرب الفعلية. وقد ضمت منظمة المؤتمر الإسلامي صوتها إلى النداءات الملحة للتحلي بضبط النفس والامتناع عن التمادي في تصعيد الموقف.

         وأود أن أعرب في هذه المناسبة عن التقدير للجهود التي بذلتها وما تزال تبذلها حكومة باكستان لمحاورة الهند سعياً وراء تقليص التوتر وتوفير حل سياسي للنزاع في كشمير. وعلى المجتمع الدولي أن يشجع هذا التوجه ببذل جهود منسقة لوضع حد لهذا النزاع المزمن وفقاً لقرارات منظمة الأمم المتحدة في هذا الشأن، وللعمل على إنهاء تصعيد التسابق لحيازة الأسلحة النووية في شبه القارة الهندية.

وما تزال المنظمة التي اضطلعت كما تعلمون بدور فعال لإقرار السلام في البوسنة والهرسك تتابع باهتمام، تنفيذ اتفاق دايتون في نطاق المساعي المبذولة للتوصل إلى إقامة بوسنة موحدة ذات سيادة، ولتنفيذ البرنامج الخاص بإعادة إعمارها وتوفير الموارد المالية اللازمة لذلك، ولإرجاع اللاجئين والنازحين إليها.

أيها السيدات والسادة،


* هكذا وردت بأصل الوثيقة، والصحيح ( مستمرة)

<5>