إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

          واسمحوا لي بأن أعود للحديث عن بعض الشؤون الإفريقية، ذلك إنني أود أن أؤكد مدى الاهتمام الذي توليه منظمة المؤتمر الإسلامي لهذه القارة، وقد تضمن برنامج عملي في أوائل هذه السنة زيارة عدد من الدول الإفريقية الأعضاء هي غامبيا وبنين وتوغو وغينيا بالإضافة إلى السودان. وخلال تلك الجولة تمكنت من أن أناقش مع رؤساء تلك الدول موضوع الحرب الأهلية التي نشبت في كل من سيراليون وغينيا بيساو. وقد تركت تلك الجولة أصداء طيبة وأعانت على حشد مشاعر مسلمي القارة حول مفهوم التضامن الإسلامي.

          ويطيب لي أن أعرب عن التقدير العميق للجهود التي بذلتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لإقرار حل سلمي في سيراليون، وللدور البناء الذي اضطلعت به قوات إيكوموغ (ECOMOG) في العمل على استعادة الحكومة الشرعية بزعامة الرئيس الحاج أحمد تيجان كابا نائب رئيس القمة الإسلامية الثامنة زمام الأمور في بلده.

          وقد أدانت المنظمة استخدام القوة في غينيا بيساو استخداماً يتعارض مع اتفاقية لومي ( LOME). ومما يدعو إلى التفاؤل أن السلطات الجديدة هناك قطعت على نفسها عهداً بإجراء انتخابات حرة نزيهة، رغم إبعاد الرئيس جواو برناردو فييرا (Joao Bernando Vieira).

          وتدين المنظمة بقوة حادث اغتيال رئيس النيجر المرحوم ميناسارا، انطلاقاً من رفضها استعمال القوة لتسوية الخلافات السياسية، وتتابع باهتمام إنجاز حكومة النيجر وعودَها فيما يخص العودة إلى الحياة الدستورية.

          وقد تابعت منظمة المؤتمر الإسلامي بانشغال عميق تطور الأوضاع في جمهورية جزر القمر الاتحادية التي شهدت أحداثا لا تُعين الشعب القمري على تعزيز وحدته الوطنية واستعادة جزيرة مايوت، بل قد تؤدي إلى انعزاله وحرمانه من مساعدات المجتمع الدولي. وأملنا في أن تتغلب الحكمة بين مكونات المجتمع القمري حفاظاً على الوحدة الوطنية.

          أما الحرب الأهلية في الصومال فما تزال تشكل مصدر قلق بالغ. ومن الملاحظ أن خططاً عديدة قد وضعت لإنهاء الحرب، وأن الفصائل الصومالية المقتتلة أعلنت عدة مرات اتفاقها على وقف إطلاق النار، ووُقعت عدة اتفاقيات لإقرار السلام. وشاركت المنظمة بفعالية، وما تزال، في الجهود الدولية والإقليمية التي بُذلِتْ لوقف إراقة الدماء، لكن ذلك لم يتمخض عن نتيجة ملموسة.

          وإذا كان لي أن أقدم اقتراحاً في هذا الشأن فهو أن يعمل المؤتمر على تشكيل فريق اتصال مفتوح العضوية يتولى بحث المبادرات التي قدمتها عدة أطراف، للاستفادة من عناصرها بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية، لإحياء الفكرة التي كان فخامة الرئيس عبدو ديوف رئيس جمهورية السنغال قد اقترحها، وهي الفكرة القاضية بالعمل على عقد مؤتمر دولي بشأن الصومال، علماُ بأن المنظمة تشارك في جهود السلام الدولية والإقليمية وتواصل تعاونها مع الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربية والدول المعنية في المنطقة للوصول إلى تسوية.

<6>