إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي السادس والعشرين في واغادوغو، بوركينا فاسو، كلمة معالي الدكتور عز الدين العراقي (الأمين العام)
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة"

         لكن إفريقيا حالفها النجاح، والحمد لله، في تحقيق إيجابيات عديدة ملحوظة: وعلى هذا الصعيد أودُّ الإشادة بنجاح الانتخابات التي أجريت مؤخرا في نيجيريا، وبعودة الديمقراطية لهذا البلد الكبير. وأود كذلك أن أعرب عن التقدير لحكومتي مالي والنيجر لما حققتاه من تقدم في العمل على إدماج طوائف "الطوارق" في النسيج الوطني.

         إن منظمتنا، كما تعلمون، تولى الوضع الاقتصادي الحرج الذي ما تزال تعاني منه دول القارة ومنها الدول الإفريقية الأعضاء، اهتماماً خاصاً، فقد ظل هذا الموضوع على الدوام في جدول أعمال مؤتمراتنا. وتعمل المنظمة باجتهاد تعبيراً عن معاني التكافل والتضامن الإسلاميين لحشد المساعدات الدولية ومساعدات الدول الأعضاء دعماً للاقتصاد الإفريقي وسعيا وراء تخفيف وطأة الديون عن كاهل الدول المتضررة.

         وما تزال لجنة التضامن الإسلامي مع شعوب الساحل الإفريقي تجتمع بانتظام لبحث المساهمة في إنعاش هذه المنطقة المصابة بالجفاف والتصحر. وتبذل المنظمة قُصَاراها من أجل استمرار البرنامج المشترك بينها وبين البنك الإسلامي للتنمية واللجنة الدائمة بين الدول لمكافحة الجفاف في منطقة الساحل "سيلس" CILSS وجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تضطلع مع دولة الكويت والبنك الإسلامي للتنمية بتمويل مشروعات قيمتها ثمانون مليونا من الدولارات.

         وبهذه المناسبة أُعرب للبلدان المانحة، عن عظيم الامتنان، على ما سبق أن قدمته، وأطلب من جميع الدول الأعضاء القادرة مواصلة مساهمتها في تطبيق البرنامج المشترك المذكور الذي أعد تنفيذا لقرار أصدرته القمة الإسلامية السادسة.

أيها السيدات والسادة،

         ما فتئت منظمة المؤتمر الإسلامي تولي قضية الجماعات والأقليات المسلمة اهتماماً كبيرا. وتبذل على هذا الصعيد بالتنسيق مع الدول المعنية على المستويين الإقليمي والدولي جهودا ترمي إلى تحسين أوضاع تلك المجتمعات والأقليات عبر العالم، مع الحرص على احترام سيادة الدول التي تعيش هذه الأقليات على أراضيها. وإذا كان الدفاع عن حقوق تلك الأقليات من واجب الأمة الإسلامية، فإنه مما لا يخفي أن رعاية تلك الدول للأقليات المسلمة يشجع الأقليات المذكورة على الإسهام بفعالية في تنمية الدول التي يعيشون فيها.

         وبهذه المناسبة أُذكِّر بالتسوية التي توصلت إليها الجبهة الوطنية لتحرير مورو وحكومة الفلبين بفضل المجهودات التي بذلتها الدول الأعضاء في اللجنة السداسية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالتعاون مع فخامة رئيس جمهورية إندونيسيا وفخامة رئيس جمهورية الفلبين آنذاك ومع البروفسور نور مسواري رئيس الجبهة الوطنية لتحرير مورو، ذلك التعاون الذي يَسِّرَ توقيع اتفاق السلام في الثاني من سبتمبر 1996. وفي الوقت نفسه أدعو حكومة الفلبين إلى أن تفي بما تعهدت به فتعمل على الفور ودون مماطلة أو إبطاء، على تنفيذ التزاماتها كاملة، حتى لا يبقى ذلك الاتفاق مجرد حبر على ورق.

<7>