الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

المقالة الثامنة عشرة
بعنوان

ذكريات لا تُنسى ... وآمال تتجدد

نُشرت في جرائد: "الحياة"، و"الأهرام"، و"الرياض"، و"الأنباء"
الأحد، 21/11/1420هـ الموافق 27/2/2000م
ـــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

"بفضلٍ من الله ـ عـزّ وجـلّ ـ الذي أيّدنـا بنصـره، وأظلّنـا بعنايته، وأعـزّنا بفضله؛ ثم برعاية خادم الحرمين الشريفيـن، القائد الأعلى للقـوات المسلحـة؛ ومساندة الدول العربية والإسلامية، ودول العالم الحرّ؛ وكل مَن أيّدنـا ووقف إلى جانبنا؛ دعماً للحـق، وفرضاً للعدل، وتأكيداً للأمن والسـلام الدوليَّيْـن؛ وإلى حكومة وشعب الكويت الشقيقة، يسعدني ويشـرّفني أن أُعلـن تحرير مدينـة الكويت، على يد القوات الشقيقة والصديقة، من أيدي المعتدي الغاصـب".

    إنه البيان الأعز على قلبي، والأقرب إليه، أعلنته في السابع والعشرين من فبراير 1991، السابعة مساءً. فقد حُرِّرَت الدولة، وزال الكابوس، الذي جثم على الصدور؛ عادت البسمة، وعادت الهوية. ذكريات لا تنسى، وأيام لا تُمحى من الذاكرة، وأحداث حفرت أخاديدها في النفوس.

    والقصة معروفة، قصة هذا الزمان، وكل زمان. طاغية تأخذه العزة بقوّته، فينسى المبادئ والقيم، ويغدر بمن عاونه وشدّ من أزره، وقت شدته. وتستطيل ذراعاه، حتى إذا خرجتا عن الحدود المرسومة لهما، اصطدمتا بسواعد أقوى، تكبحهما، وتجبرهما على الانكماش. ويُؤخذ بفعلته، فينزوي، وتُسدل عليه ستائر النسيان. ولكن، للأسف، اكتملت القصة، عدا فصلها الأخير، فالطاغية قابع في مكانه، راضٍ بالمساحة المحدودة المتروكة لحركته، وشعبه يعاني الظلم والجوع والمرض. ويستمع إلى طلب شد الأحزمة على البطون، فلا يجد حزاماً، ليلتفّ على بطنٍ خاوية.

    والآن، بعد تسعة أعوام على ذكرى التحرير، وبعد أن عبَرنا نهاية قرن، نسأل ونتساءل: هل استفاد العرب مما حلّ بهم، خلال هذا الصراع؟ هل حُلّت المشاكل المعلقة بين الدولتَين، العراق والكويت؟ هل عاد الأسرى والمفقودون الكويتيون، إلى ديارهم وذويهم؟ هل تحقق السلام؟ هل ازداد العرب قوة، وبات لهم وزن سياسي؟ وما مصير النظام العالمي، الذي كان جديداً، وقت أعلن مولده عام 1991، ألا يزال حيّاً، أم وُئد في مهده؟ وأخيراً، أين العرب من القطار العلمي، الذي ينطلق، بلا هوادة، في القرن الجديد؟ أسئلة حائرة، تبحث عن إجابات.

    بعد تسع سنوات، لا أعتقد أن العرب قد استوعبوا الدرس، واستفادوا مما أنفق من أموال، واتعظوا بما أزهق من أرواح، وسُفك من دماء؛ فالأسلوب لم يتغير، والأداء لم يتحسن. ولم نسمع عن نظام عربي جديد، يحقق التعاون، وليس التكامل، كما نأمل، في المجالات الرئيسية، بل إن عقد قمة عربية شاملة، بات صعباً مستحيلاً؛ فلا يزال للعرب (22) رأياً؛ و(22) قراراً؛ و(22) مصلحة متباينة؛ في مواجهة عدو شرس، يعرف طريقه المرسوم حق المعرفة، له رأي واحد، وقرار واحد، ومصلحة عليا واحدة. فمن استفاد؟ ومن خسر؟

    بعد تسع سنوات، هل حُلّت المشاكل بين العراق والكويت؟ لم يحلّ شيء، بل ازدادت الأمور تعقيداً؛ فحوادث الحدود مستمرة، والتهديدات لا تنقطع، مرة بالتصريحات الجوفاء، وأخرى بتحريك الأسلحة والمعدات. الكويت تحاول استعادة عافيتها، واستعادة موقعها الاقتصادي، وبعد أن كانت، هي وعدة دول خليجية ـ دولاً دائنة، لديها فوائض الأموال، أضحت دولاً مدينة، تسعى إلى تقليص عجز ميزانياتها. الثقة مفقودة بين الكويت والنظام العراقي، ولها الحق كل الحق، فما حدث يصعب تناسيه، والكلمات والشعارات لن تمحوه. والرئيس العراقي ونظامه، لا يعترفان بالأسْرى والمفقودين، ولا يعبآن برحمة أو مبادئ دين. الدول والشعوب والمنظمات تناشده وترجوه، ولا من سامع، ولا مجيب. إلى متى سيستمر هذا الوضع المريب؟

    أمّا عن السلام في الشرق الأوسط، فالصلف الإسرائيلي له بالمرصاد. والقادة الإسرائيليون، حمائم وصقوراً، متفقون على أمرٍ واحد، هو تحقيق أمنهم الشامل، على حساب اللاأمن لأصحاب الأرض الأصليين. فرح العرب بذهاب السلف، ومقدم الخلف، ولكن تبدد رجاؤهم، إذ تبينوا أن الأقنعة متعددة، والوجه واحد. فها هو باراك، يعلن أنه سيحقق الجلاء عن الجنوب اللبناني، وفي الوقت نفسه، يشن الغارات الوحشية، يهدم البنية التحتية، ويهدد ويتوعد، بل يعلن، في 12 فبراير الجاري، أنه سيهاجم الأهداف جميعها، مدنية أو عسكرية، وسيدمر القرى والمدن اللبنانية. ويصرح وزير خارجيته، أنه سيحول التراب اللبناني إلى نار موقدة. لِمَ لا؟ وهما يحظيان بالتأييد الأعمى من القوة العظمى الوحيدة في العالم، التي أعلن مساعد وزيرة خارجيتها، في 13 فبراير، "أن المشكلة الحالية ناتجة من أغلبية اختراقات حزب الله، وتنفيذه عمليات في مناطق مدنية، أسفرت عن مصرع سبعة جنود إسرائيليين، خلال الأيام العشرة الماضية". ولم يتعرض إلى المقارنة بين دولة حشدت أحدث الأسلحة، البرية والجوية، ومن ورائها ترسانة ذرية، في مواجهة أبرياء عزّل. وفي رأيه أن الضحية أصبحت هي الجاني، وعليها أن تتوقف. لم يوجه لوماً لإسرائيل، وكل ما يهمه سبعة جنود قتلوا! وأين آلاف الشهداء، الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وعرضهم، وليس اعتداءً على أحد، ولا اغتصاباً لأرضٍ؟

    وكذلك على المسار السوري، رأى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، "أن هناك بعض التعقيدات دون استئناف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، لأن كلا الطرفَيْن يطالب ببعض الضمانات، ويرغب في تعرف النتائج، ليشعر بالاطمئنان. ويجب أن نتجاوز هذه الإشكالية". وليُسأل التاريخ، أي أَوْلى بالضمانات؟ أَلمْ يسجل أن إسرائيل، هي البادئة بكل عدوان، من قبل نشأتها حتى الاعتداءات في الأمس القريب؟ والمرة الوحيدة، التي بدأت الدول العربية عملياتها العسكرية، كانت في أكتوبر 1973، ولم يكن هدفها العدوان، بل تحرير أرض واستعادة ديار. فمن يطلب الضمانات، المعتدي أو المعتدَى عليه؟ وليت واشنطن اكتفت بموقفها هذا! إذ أُعلن أن الحكومة الأمريكية، تدرس توقيع معاهدة دفاعية مع إسرائيل، في إطار عملية السلام الشامل في المنطقة؛ لتقوية العلاقات الأمنية بين الطرفَيْن، وتحقيق الضمانات المطمئنة لإسرائيل. هذا هو ما عرضته الولايات المتحدة، فكيف استجابت إسرائيل؟ لقد أوردت جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية، "أن هذه المعاهدة تُلزم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إرسال قوات لمساعدة كل منهما الأخرى، في حالة تعرض إحدى الدولتين لاعتداء خارجي. وإن باراك يتردد في قبول المعاهدة، خوفاً من تقييدها حركة إسرائيل، وتقييد مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى دول أخرى، مثل الصين"!

    أَوْلى لإسرائيل، "إن كانت تريد حدوداً آمنة مع لبنان، أن تنسحب من الجنوب اللبناني. وإن كانت تريد حدوداً آمنة مع سورية، أن تنسحب من الجولان. وإذا كانت تريد أماناً مع الفلسطينيين، أن تعاونهم على العيش حياة كريمة، وتقبل إقامتهم لدولتهم على البقية الباقية من أراضيهم المغتصبة".

    وإجابة عن سؤالي: هل ازداد العرب قوة؟ وهل بات لهم وزن سياسي؟ أتذكر ما قلته في السابق، "إنهم أشبه برجل قوي، حباه الله بكل عناصر القوة، لكنه لا يدرك مصادر قوّته. وإذا أدركها، لا يستخدمها. وإن استخدمها، كان الاستخدام في التوقيت الخطأ، والمكان الخطأ، فَـتُـمْسي قواه مبعثرة، وحركاته غير متسقة، ومصادر قوّته هباءً منثوراً". العدو يستهين بهم، والصديق لا يعيرهم الاهتمام الكافي، ينفعلون للأقوال، وينددون بالأفعال. وأخشى أن يصدق فيهم قول نتانياهو: "أنا أدرى بالعرب منكم. دعوني وشأني معهم. فهم يثورون، ويغضبون، ثم يهدأون أمام القوة والإصرار. ثم يتكيفون ويقبَلون الأمر الواقع". وما دام العرب، لا يملكون أدوات القوة، على الرغم من امتلاكهم مقوماتها، فأنّى يكون لهم وزن سياسي، يؤثر في الأحداث، ويفرض المصلحة العربية، بدلاً من استجدائها!

    أمّا النظام العالمي الجديد، الذي أُعلنت ولادته في 5 مارس 1991، فلا أظن أن له وجوداً. والأجدر أن نسمي ما يحدث الآن: "النظام العالمي الواقعي"؛ فهو منطق جديد، تفرضه القوى الكبرى، تحقيقاً لمصالحها. تفلسف الأمور وتعللها، بما يتلاءم مع أهدافها؛ فحلف شمال الأطلسي، يتحرك ويضرب، حماية لألبان كوسوفا، بينما يغض الطرف عن إبادة الشيشان، في روسيا الاتحادية. وما أعلنته الولايات المتحدة، أنها مستاءة من موقف روسيا، الذي سيفضي إلى عزلتها الدولية ـ هو جهد من لا جهد له. أمّا الاتحاد الأوروبي فقد هدّد بحرمان موسكو بعض التسهيلات التجارية. وفي شأن العراق، يعرب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، عن قلق بلاده مما سماه التهديد، الذي يمثِّله صدّام حسين في المنطقة، وقال: "مع مرور الوقت، يتضح أن نيته تجاه جيرانه، ليست حسنة. ونحن لا نرى أنه غيّر سياسته بأي شكل؛ فهو لا يزال يهدد جيرانه، والمنطقة من حوله. ويستدعي ذلك منّا، أن نكون في حالة جاهزية مستمرة".

    ويبقى صدّام، ويبقى الحال على ما هو عليه. وبعد أن كان العراق قوة إقليمية، يحسب حسابها، أصبح لا حول له ولا قوة. وبعد أن كان قوة توازُنٍ في المنطقة، ويسعى إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ليدخل النادي الذري من أوسع أبوابه، بات يستجدي رفع العقوبات. والدول من حوله ترفع قدراتها العسكرية، وتنفق المليارات، تأميناً لنفسها؛ فهي لا تأمن غدره، وما تخبئه الأقدار. ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لا تُمسّ، ولا تتهدد، وأقدامهما في المنطقة تزداد رسوخاً. والاتحاد الأوروبي في صدد تكوين قوة تدخل سريع، بعيداً عن حلف شمال الأطلسي. والصين في طريقها لتصبح دولة عظمى. والحواجز الاقتصادية بين الدول، تُرفَع. وأعضاء النادي الذري يتزايدون. والدول المتقدمة، باختراعاتها، تزداد تقدماً. ودول العالم الثالث، بتناحرها، تزداد تخلفاً. أليس ذلك، هو "النظام العالمي الواقعي"؟

    نصل إلى إجابة السؤال الأخير، أين العرب من القطار العلمي، الذي ينطلق، بلا هوادة، في القرن الجديد؟ قبْل أن نجيب، نسأل: كم اختراعاً، خلال العام السابق، سُجِّل للعلماء العرب؟ وما نسبة اختراعاتهم إلى عدد اختراعات الدول المتقدمة، بل إلى إسرائيل، العدو التقليدي؟ وكم تُنفق الدول العربية على البحث العلمي، وما نسبته من ميزانياتها؟ وكم هاجر من علمائها؟

    أخشى أن يفوتنا القطار العلمي، فبالعلم، وبه وحده، نستطيع أن نجدد أمجاد العرب، الذين أثروا حضارات، وأرسوا حضارة. وكانوا السبب في انتقال أوروبا من عصور التخلف إلى عصور التقدم. نعم، إن طريقنا الصحيح يجب أن يبدأ بالعلم، وبه ينتهي. فالعلم في العالم تجاوز الحدود، وعبر الآفاق؛ إذ لا دين له ولا وطن. فهو إرث البشرية جمعاء. وإذا كانت الصورة حالكة، فإن صُبْحها رهن بحكمة القادة العرب، وقدرة العلماء العرب، وحماس شباب العرب. صبحٌ يتجاوز الخلافات، ويركز في نقاط الاتفاق، فيسفر عن نظام عربي جديد، يضع أسسَه المفكرون العرب، من دون تفرقة بين جنسية وأخرى؛ فكلنا في قارب واحد، إذا نجا نجونا، وإذا هلك هلكنا. لا بدّ أن نقوّي أنفسنا في جميع المجالات، فقوّتنا رادع لغيرنا ـ من دون قتال ـ وضمان لفرض السلام. والعلم أملنا وطريقنا.

    وحتى لا نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون، فقد وفقنا الله ـ العليم الخبير ـ لإعداد موسوعة سياسية عسكرية وثائقية، وثقافية متنوعة. سعت إلى التوثيق التاريخي، لكثير من الأحداث، خلال القرن العشرين، مع توضيح وجهات نظر أطرافها المختلفة. فحرصت، عند التعرض لحربَي يونيه 1967، وأكتوبر 1973، مثلاً، أن توضح الرؤى المختلفة لمصر وسورية وإسرائيل، إلى هاتين الحربَين، بأمانة وحَيدة. وعند تناولها الحرب العراقية ـ الإيرانية، حرصت، كذلك، على تبيان وجهتَي النظر، العراقية والإيرانية، في حرب دامت ثمانية أعوام. أمّا الغزو العراقي لدولة الكويت وحرب تحريرها، وسيرة أبطالها، فقد كانا المحور الأساسي، وقلب الموسوعة وشرايينها.

    وتوخّت الموسوعة تقديم المعلومة إلى الباحث العربي صحيحة مباشرة، ودقيقة مختصرة، من دون إصدار حكمٍ فيها؛ لأن الموسوعة، لا تُصدر أحكاماً، بل تؤرخ وتوثق؛ ومن دون التعرض للأشخاص، مدحاً أو ذماً؛ وتترك للباحث مهمة الحكم والتحليل، واستخلاص النتائج والعِبر.

    كما رمت الموسوعة إلى إشباع رغبة القارئ العربي في المعرفة، وإمتاعه بالمزيد من المعلومات، وبالعمق الذي يُريده ويُرضيه؛ إذ ينبغي أن تكون القراءة معرفةً ومتعة.

    و"موسوعة مقاتل من الصحراء" ـ وهذا اسمها ـ تختلف اختلافاً بيِّناً عن الموسوعات الأخرى؛ إذ لا تكتفي بالمعلومات المختصرة، بل جعلت أكثر موضوعاتها شاملة، وافية مكتملة. وقد فُصّلت في عشرين قسماً، احتوى كلٌّ منها على عددٍ من الموضوعات، بما يسمح بالتوسع الرأسي في عدد الأقسام، والتوسع الأفقي في عدد الموضوعات وتنوعها، في كل قسم؛ بل يتيح تقسيمها إنشاء موسوعات فرعية أو مصغرة. وجُمّعت الموضوعات ذات الطبيعة الواحدة، في قسم واحد. فهناك موضوعات سياسية، وسياسية عسكرية، وتاريخية، واقتصادية، ودينية، واجتماعية ونفسية، وعلمية، ورياضية، وسيَر ذاتية، وثَبَت للأعلام والدول والمدن والأماكن. واختُتمت الموسوعة بومضات من القرآن العظيم، كي يكون ختامها مسكاً. وإن أهم ما حرصت عليه الموسوعة، في تقسيماتها المختلفة، وموضوعاتها، أن يعالج مستخدم الموسوعة موضوعَه على نحو شاملٍ وكاملٍ، فيقف على كل ما يتعلق به، من جوانبه المختلفة، فلا يغادرها، إلاّ وقد بلغ مقصده، ووجد بُغيته.

    وأرّخت للدولة السعودية، الأولى والثانية والثالثة، في تسلسل زمني، سلس وموضوعي. ولأهمية دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أفردت لها موضوعاً خاصاً، يؤرخها بصدق وأمانة. وبالمثل، أُفرد لحركة الإخوان، في عهد الملك عبدالعزيز، بحث خاص. كما فصّلت تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية؛ إضافة إلى تاريخ الأُسَر في شبه الجزيرة العربية.

    وخلافاً لما عهده الوسط الفكري والثقافي، من إصدار الموسوعات في صورة مطبوعات أولاً، ثم إعداد نسخة إلكترونية، بعد ذلك؛ فإن هذه الموسوعة، تصدر، للمرة الأولى، مباشرة في صورة إلكترونية، وهو ما يمنحها ميزات عديدة، لم تتأتَّ لسواها من الموسوعات المطبوعة.

    لقد كان توفيقاً كبيراً، من المولى ـ عزّ وجلّ ـ أن يجعل هذه الموسوعة، ذات المائة ألف صفحة، تؤرخ (21) حرباً؛ وتجمع وثائق (11) منظمة وتكتلاً وحلفاً، بلغت أكثر من 15 ألف وثيقة؛ وتدوّن سِيراً ذاتية لأكثر من 1500 شخصية؛ و50 ألف حدث، وتحتوي على ست موسوعات، فرعية ومصغرة؛ وشملت 1200 بحث. وتُعدّ، حقّاً، أول موسوعة سياسية عسكرية وثائقية، باللغة العربية، بهذا الحجم، على شبكة الإنترنت، الآن، وعلى أسطوانات مدمجة (CD)، في القريب العاجل ـ بمشيئة الله.

    قد يبدو هذا العمل هيناً، لو استغرق إعداده مدة طويلة. ولكن، إذا عُرف أنه أنجز في سنتَين ونصف السنة فقط، إعداداً للمادة العلمية، وتجهيزاً على الوسائط الإلكترونية ـ لتبين إلى أي مدى، كان توفيق الله! ثم كم بذل العاملون على الموسوعة، لاستكمالها في زمن قياسي! أتوجه بالحمد والشكر إلى العليم الخبير، ثم بالشكر إلى كل من أسهم في الإعداد والتجهيز. وفي العام الذي اختِيرت الرياض فيه عاصمة للثقافة العربية، وفي الذكرى التاسعة لتحرير دولة الكويت، وفي عيد الأضحى المبارك، الذي يوشك أن يهلّ علينا، أهدي هذا العمل، إلى القارئ العربي، عسى أن يكون عوناً له.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة