مقدمة

حزب الله، الذي كثر الجدل حوله، بين من يرونه نموذجاً للمقاومة الإسلامية المتجردة من أطماع السلطة، ويرون فيه المثل للتصدي والإصرار والصدق في تحدى العدو بكل إمكاناته، دونما حساب للتضحيات، وأنه استطاع أن يبادل العدو رعباً برعب.

وبين من لم تشفع لديهم تضحيات المقاومة ونجاحاتها في إجبار المحتل الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب اللبناني بعد ثمانية عشر عاماً من المقاومة، التي أقنعت المحتل أن تكاليف الاحتلال أكبر من أن يتحملها؛ فلا يرى في حزب الله غير عقيدته الرافضة، وتشيعه المنحرف، وتقيته المخادعة الرامية إلى نشر الأفكار الخمينية.

ومن بلغ منتهاه في اتهام الحزب بالاتفاق السري مع إسرائيل من خلال (عقد صامت) بألا تسعى إسرائيل إلى القضاء على الحزب وألا يعمد الحزب إلى تهديد الأماكن والأهداف الحيوية والإستراتيجية في إسرائيل.

فكانت هذه الدراسة التحليلية عن حزب الله بسلبياته وإيجابياته، دونما انحياز إلا لصوت العقل، لنرى في النهاية، هل للحزب ضرورة، وهل هو مفترٍ أم مفترى عليه؟