الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

المقالة العاشرة
بعنوان

عودة إلى: "هـــل من أمـل؟"

نُشرت في جريدة "الحياة"
السبت، 26/5/1418هـ الموافق 27/9/1997م


بسم الله الرحمن الرحيم

تلقيت سيلاً من الردود والتعليقات على مقالتَيَّ "هل من أمل؟"، اللتيْن نُشرتا يومَي الخامس والسادس من يوليه الماضي، بعد أن فتح رئيس تحرير جريدة الحياة زاويته "عيون وآذان" لاستقبال آراء القرّاء، في قضايا لا شاغل لنا سواها. قضايا تمسّ الحاضر والمصير، وتمسّ واقعنا المرير، وتدعونا إمّا إلى العيش في مهانة، أو الحياة بكرامة أو الموت بشرف. قضايا تجاوزت الاعتداءات العسكرية إلى الهيمنة الاقتصادية، وتعدّت الصراعات الحضارية إلى تشويه التاريخ، ومحاولة تركيع أمّة ذات عراقة وحضارة.

ردود من قراء جمَعهم الشعور بالمرارة، والأسى والحزن على ما آلت إليه أحوال العرب والمسلمين. جمَعهم الإحباط من ردود الفعل العربية، التي ما فتئت تدور حول الإدانة والاستنكار، والشجب والشعور بالقلق. كلمات مبهمة وعبارات فضفاضة وجُمل غامضة، ليس لها معنى، عفاها الزمن، يُضحك بها على عقول الناس في الداخل، ويضحكون عليها في الخارج.

قرّاء جمَعهم الخجل ممّا سيسطّره التاريخ ضدّ أمّة حباها الله بكل مصادر القوة، وباتت تقف على الأبواب، تستجدي القوة من سواها. وسوف يسطّر التاريخ أنها أمّة لا تعرف كيف تشحذ همم أبنائها وتجمّع قواها، لتُعيد كتابة تاريخ جدير أن يُفخر به.

قرّاء، جميعهم، يتعجبون: كيف استطاع ثعلب ماكر  أن يمتطي نمراً هائجاً، يوجّهه كيفما يشاء، ويسخّره لتنفيذ أهدافه ومصالحه، ضدّ أسد جريح ينزف من طعنات أبنائه، قبْل سهام أعدائه!

مشاعر غاضبة ألّفت بينها الغيرة على المصلحة العربية، والاستعداد لبذل الجهد الجهيد، والنفس والنفيس من أجْل استرداد العزّة والكرامة.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة