إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / اتفاقيات التعاون العسكري، بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية




مفاعل ديمونة
الطائرة الإسرائيلية تسوفيت
الصاروخ الإسرائيلي حيتس

المعونة الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل
المبيعات العسكرية الأمريكية لإسرائيل
النظام نيوتيلس الإسرائيلي




الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

ثانياً: انعكاس التعاون العسكري على الصناعات الحربية الإسرائيلية

ربما تكون الصناعات العسكرية الإسرائيلية، قد بدأت على أرض فلسطين فيما قبل قيام الدولة عام 1948، حيث نجحت الصهيونية العالمية بزعامة منظمة "الإيباك" في إنشاء مصانع صغيرة لإنتاج الذخائر، والقنابل اليدوية، ومع قيام الدولة كان قيام الصناعات الحربية الحديثة، يمثل هدفاً إستراتيجياً، اهتم به بن جوريون شخصياً، ووضعه على قائمة أهداف الدولة، وساعده في ذلك:  

1. أموال التعويضات التي تدفقت من ألمانيا على إسرائيل "60 مليار دولار"، نتيجة الضغوط الصهيونية بقيادة أمريكا عليها.

2. توفر الكوادر الفنية، نتيجة للهجرات المتدفقة على إسرائيل، حيث كانت الصهيونية العالمية تغرى الكوادر الفنية، من الدول المختلفة، على الهجرة إلى إسرائيل.

3. بناء نظرية الأمن الإسرائيلي، والالتزام بها كأساس لإدارة شؤون الدولة ـ أمنياً ـ وبالتالي، فقد نظمت برامج التسليح التي بدأت منذ أوائل الخمسينيات، وتطورت بعد ذلك.

4. اهتمام دولة إسرائيل ـ منذ بدء إنشائها ـ في الانطلاق نحو العلوم الحديثة، وإدخال تكنولوجيا متقدمة، وفى هذا المجال، فقد ركزّت الدولة على إعداد الفنيين والعلماء، ووفرت لهم كل سبل التأهيل، والبحث العلمي.

هذا وقد اعتمدت إسرائيل في البداية، على التكنولوجيات الغربية والشرقية، وكانت أوروبا الشرقية، وبريطانيا هما المصدر الرئيسي للدعم، حتى حدث تطور في العلاقات مع فرنسا في منتصف الخمسينيات، ومن وقتها تدفقت التكنولوجيا الفرنسية على إسرائيل، إلى جانب التكنولوجيا الإنجليزية، حتى كانت حرب العدوان الثلاثي على مصر، حداً فاصلاً لانطلاق إسرائيل نحو الولايات المتحدة الأمريكية، لتعتبرها ـ طبقاً لمفهوم نظرية الأمن ـ الحليف الرئيسي، الذي يعتمد عليه، حيث إن تجربة إسرائيل في تلك الحرب، أعطتها درساً، في أن النجم الأمريكي، هو الذي سيصعد في الأفق.

وقد مرَّت الصناعات الحربية الإسرائيلية بالعديد من المراحل، ارتبطت كل مرحلة منها بمراحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وموجات الهجرة من الخارج، والحليف الرئيسي الذي ارتبطت به إسرائيل، وقد شملت تلك المراحل على الآتي:

المرحلة الأولى: امتلاك قدرات القيام بأعمال الصيانة، والإصلاح للمعدات، والأسلحة التي تستوردها من الحليف الرئيسي.

المرحلة الثانية:   الحصول على تراخيص الإنتاج والتطوير، وقد بدأتها عام 1956 مع فرنسا وإنجلترا، انطلاقاً من معاهدة "سيفر"، التي اتفق الأطراف الثلاثة من خلالها على العدوان الثلاثي على مصر.

المرحلة الثالثة:   الإنتاج الذاتي للنظم التكميلية والثانوية، طبقا لاتفاقيات التسليح مع الدول الكبرى، وكان الهدف المعلن منها، هو التقليل من الإنفاق العسكري، على شراء الأسلحة، ولكن الهدف غير المعلن، كان البدء في تكوين قاعدة صناعات عسكرية متقدمة. وقد بدأتها إسرائيل عقب الجولة العربية ـ الإسرائيلية الثالثة عام 1967، مستغله النصر الذي حققته.

المرحلة الرابعة:  التصميمات، وإنتاج الأنظمة المتكاملة، أو الحصول عليها بأساليب غير مشروعة، وجرى ذلك من خلال التحول التكنولوجي في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ووصول الكوادر الفنية إلى درجات متقدمة، في تطبيقات العلوم الحديثة، وربما يكون من أشهر سرقة النظم المتكاملة، هو سرقة وثائق الطائرة الميراج من فرنسا لصناعة الطائرة "الكفير" الإسرائيلية، كذلك سرقة العديد من تكنولوجيا أنظمة الصواريخ، والليزر من الولايات المتحدة الأمريكية. وقد بدأتها في نهاية السبعينيات كنتيجة لحرب أكتوبر 1973.

المرحلة الخامسة: التوسع والانتشار لجذب الفكر التكنولوجي، وهي المرحلة الحالية التي تقف فيها إسرائيل نداً وشريكاً للولايات المتحدة الأمريكية، في تصنيع العديد من النظم العسكرية المتقدمة، ويأتي ذلك من خلال تقدم البحث التكنولوجي في إسرائيل، والذي أقنع الولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة معها، وقد بدأت مع الاتفاقية الموقعة عام 1986.

وتتميز الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بأنها لم تقفز من مرحله على حساب مرحلة أخرى، لكنها تسير في كل المراحل بالتوازي، حيث تقوم بالإصلاح والصيانة للعديد من المعدات في الدول المتعاونة معها، وتجري تطوير المعدات والأسلحة القديمة، سواء كانت تلك الأسلحة شرقية أو غربية، علاوة على إنتاجها للأسلحة المتقدمة.

1. أسلوب التعاون بين الشركات الأمريكية والإسرائيلية المصنَّعة للسّلاح

هناك العديد من الأساليب التي مارستها الشركات الإسرائيلية بمفردها، أو بدافع من الحكومة، للتعاون مع الشركات الأمريكية. نذكر منها:

أ. الاتفاقيات الإستراتيجية الموقعة بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، وقد بلغت أكثر من 25 اتفاقية في المجالات المختلفة أمنياً وإستراتيجياً وعسكرياً، وذلك من خلالها تفويض بعض الشركات الإسرائيلية للتعاون مع نظائرها الأمريكية، في مجال معين، يحقق أهداف التعاون الإستراتيجي.

ب. التبادل التكنولوجي بين الشركات، لموضوع بحثي معين، في مجال تكامل الصناعات، وهو نظام معروف عالمياً، ولا تخوضه إلا الشركات التي تمتلك بحوثاً علمية ترقى إلى التطبيقات المتقدمة في الصناعة.

ج. المشاركة في الصناعة، بأن تقوم الشركات الإسرائيلية أو الأمريكية، بتصنيع أجزاء من منتج يجري تجميعه في أحدهما أو كليهما.

2. مصادر التمويل للصناعات العسكرية في إسرائيل

تعتمد إسرائيل في تمويل صناعاتها العسكرية على الدعم الأمريكي، بصورة كبيرة، من خلال المؤسسات والبنوك، سواء الموجود منها في إسرائيل، أو في أمريكا نفسها، أو من خلال أفرعها المنتشرة في أنحاء العالم. كما تعتمد إسرائيل في هذا التمويل على السندات الإسرائيلية التي تسوق في "الولايات المتحدة الأمريكية، بصورة رئيسية، وفي كندا، والأرجنتين، واليابان، وكوريا الجنوبية".

في نفس الوقت، فإن الدعم الأمريكي المباشر يتمثل في:

أ. التحويلات الأمريكية لإسرائيل، التي تأتى في صورة مساعدات عسكرية، تبرعات وهبات، منح بلا مقابل، وتوجه إلى الصناعات العسكرية مباشرة.

ب. القروض طويلة الأجل، منخفضة الفوائد، التي تخصصها الإدارة الأمريكية لإسرائيل.

ج. الاستثمارات الأمريكية، المتمثلة في استثمارات المؤسسات الأمريكية في إسرائيل.

د. حصيلة بيع السندات الإسرائيلية، في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتراوح نسبتها 60 ـ 70% من إجمالي السندات التي تطرحها إسرائيل.

هـ. مساعدات مؤسسات التمويل الدولية ـ بضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية، لمساعدة إسرائيل.

و. تشجيع صادرات الإنتاج الإسرائيلي من الصناعات الحربية لشرائه في الولايات المتحدة الأمريكية.

ز. الضغوط الأمريكية على الحكومة الألمانية، لدفع تعويضات لإسرائيل، وقد استمر هذا الضغط إلى أن وقّعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث تحولّت الضغوط إلى صور أخرى من خلال دعم مباشر أو غير مباشر، وقد ظهر هذا الأسلوب جلياً أثناء حرب الخليج الثانية، حيث قامت ألمانيا بدعم إسرائيل بمعدات وقاية، ومعدات اكتشاف الغازات الحربية، ومعدات تطهير، إلى جانب الدعم بوسائل وأسلحة مضادة للطائرات، والصواريخ.

ح. هناك العديد من المصادر الأخرى للتمويل مثل:

(1) صندوق الدعم الاقتصادي الأمريكي.

(2) الصندوق الإسرائيلي ـ الأمريكي المشترك، لتطوير المشروعات الصناعية.

(3) مساعدات الوكالة الدولية للطاقة النووية لإسرائيل.

(4) التبرعات من اللوبي اليهودي، في أمريكا وأوروبا لإسرائيل.

ومن خلال مؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، فقد حققت إسرائيل نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي من التسليح، والإمداد بالذخائر، وقد استخدمت في كل تلك الصناعات تكنولوجيا مختلفة، ما بين إسرائيلية وفرنسية، وأمريكية. وقد استغلت إسرائيل تقدمها العلمي في الصناعات العسكرية، وبمعاونة الضغوط الأمريكية في فتح مجالات التعاون لتطوير نظم تسليح العديد من الدول الشرقية والغربية على حد سواء، وفي هذا المجال، فإن أبرز أنشطة تسويق التكنولوجيا الإسرائيلية، في مجال الإنتاج الحربي التي نفذت خلال عقد التسعينيات، تنحصر في الآتي:

أ. المشاركة في تطوير المركبات المدرعة MLI - 84 لصالح رومانيا، وتسويق تكنولوجيا إنتاج وتطوير البرج من نوع OWS – 25, المنتج بواسطة هيئة رافائيل، والمسلح بمدفع عيار 25 مم، والرشاش عيار 7.62مم، إضافة إلى بيرسكوب علوي مزود بباعث أشعه تحت الحمراء للمراقبة، علاوة على جهاز رؤية ليلية سلبي.

ب. المشاركة في تطوير دبابة القتال الرئيسية T – 72 لصالح التشيك، وذلك في إطار صفقة قيمتها 250 مليون دولار، لتطوير أداء الدبابة بإدخال تعديلات على المحرك.

ج. تزويد هولندا بأنظمة قيادة وسيطرة لبطاريات المدفعية، والمدفعية الصاروخية، من نوع "ميلرز" في إطار صفقة تبلغ قيمتها " 28" مليون دولار.

د. المشاركة في برنامج تطوير أداء المقاتلة الفانتوم F - 4 لليونان، في إطار عقد قيمته 20 مليون دولار، وذلك بالتعاون مع "داسا" الألمانية المسؤول الرئيسي عن التطوير، وتقدم إسرائيل نظماً إلكترونية.

هـ. المشاركة في برنامج تطوير الطائرة الفانتوم F - 4 لتركيا، في إطار عقد قيمته 630 مليون دولار، وكذا مشروع لتطوير الطائرات " F - 5 "، في إطار عقد قيمته 70 مليون دولار.

و. تزويد المروحيات التركية من طراز كوبرا، بصواريخ من إنتاج "رافائيل"، حيث جرى التعاقد على بيع 2400 صاروخ من نوع NTD، يستطيع إصابة الهدف بدقة عالية علي مسافة 6 كم، وتبلغ قيمة الصفقة 250 مليون دولاراً.

ز. المشاركة في تطوير الطائرة العمودية "الهاوزر" البولندي، من خلال تزويدها بمنظومة متكاملة للصواريخ المضادة للدبابات، من نوع NTD الإسرائيلي.

ح. المشاركة في مشروع لإنتاج طائرة عمودية، روماني جديدة "دراكولا"، وذلك من خلال تزويدها بأنظمة إلكترونية، وملاحية، وأنظمة اتصالات، ووسائل رؤية ليلية.

ط. تسويق الصواريخ بوباي لتركيا، في إطار صفقة تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، تشكل إمداد تركيا بعدد 100 صاروخ، وإنتاج مشترك للصاروخ بين البلدين.

ي. تسويق منظومة الصواريخ، من نوع "باراك" Barak لكوريا الجنوبية، إلي جانب صفقة أخرى للطائرات الموجهة من دون طيار "هاربي".

ك. تسويق النظم الإلكترونية الحديثة، التي سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل باستخدامها. ومن خلال بيع منتجات إسرائيلية متقدمة للعديد من دول العالم، فإن إسرائيل تعاقدت مع الصين في مارس 1998، على تزويدها بعدد تراوح ما بين 6 - 8 طائرات استطلاع، وإنذار مبكر، من نوع "فالكون" Falcon، في صفقة تصل إلي حوالي 2 مليار دولاراً. وكانت إسرائيل تأمل ـ إذا تحققت الصفقة ـ في عقد صفقات أخرى لبيع طائرات "الفالكون" المجهزة إلي الهند، والعديد من الدول الأخرى، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية، شعرت بخطورة الصفقة في نقل تكنولوجيا أمريكية متقدمة إلي الصين، لذلك ضغطت على إسرائيل لإيقاف الصفقة، التي توقفت فعلاً، وطالبت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية بتعويضها عن ذلك.

ل. إمداد كل من تركيا وإيطاليا بأجهزة تحديد وتصوير الأهداف التي تعمل بأشعة الليزر، وتركب على طائرات
F - 4
، وطائرات F - 16 الموجودة في تلك الدول، وهي أجهزة تعتمد على تكنولوجيا حديثة، ويمكن لهذه الأجهزة التصوير الماثل على مسافة تصل إلي مائة كيلومتراً لأهداف صغيرة في حجم مركبة أو دبابة.

3. الأسلحة والمعدات الرئيسية التي تشتريها الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل

أ. نظام الاختبار الإسرائيلي للدفاع ضد الصواريخ "سيميليتورز"

وهو برنامج تدريبي، يُعد بمثابة مناورة حربية، تجرى بواسطة الحاسب الآلي المغذى بجميع الاحتمالات، عن أساليب مهاجمة الصواريخ الباليستية، ويستخدم هذا النظام حالياً في التدريبات المشتركة بين البنتاجون، ووزارة الدفاع الإسرائيلية.

ب. واقي الدروع، الذي يعمل بنظرية "الدرع الرجعي" باستخدام المتفجرات:

ستزود الولايات المتحدة الأمريكية عربات القتال "برادلي"، في القوات البرية الأمريكية بهذا الواقي، الذي تستخدمه إسرائيل في دباباتها "ميركافا - 3"، بما يحقق زيادة الوقاية، وزيادة قدرة عمل المركبة "برادلي"، وتأمين الأفراد داخلها.

ج. طائرات من دون طيار "هنتر"

وهذه الطائرات استخدمتها أمريكا بكفاءة في كوسوفو، وهي طائرات استطلاع، يجري التحكم فيها من بعد، وتستخدم في جمع المعلومات مباشرة، طبقاً للحقائق التي تسير فيها العمليات في المسرح، كذلك يمكنها تجميع المعلومات عن المعركة الواحدة، وعرضها في صورة تقرير متكامل.

د. طائرة من دون طيار "بيونير"

وهي طائرة مراقبة استخدمت بكفاءة في كوسوفو، ويجري التحكم فيها من بُعد، ولها قدرة فنية عالية لرؤية الأهداف، ونقل الصور مباشرة، وتقديم أدق التفاصيل لمدي تأثير الإصابات مدفعية/ طيران في الأهداف المعادية، سواء ليلاً أو نهاراً، أو في حالة الرؤية المتعذرة. وقد استُخدمت40 طائرة بيونير أثناء حرب الخليج الثانية.

هـ. الطائرة من دون طيار "ITALD" نظام الخداع التكتيكي ضد الدفاع الجوي

وهي طائرة صغيرة، تطلق أشعة للتشويش على رادارات العدو، وتظهر على راداراته، وكأنها طائرات حقيقية، وبالتالي يقوم العدو بالتعامل معها، مما يحقق كشف مواقعه الحقيقية، وتوجيه الضربات إليها.

و. الشراك الخداعية الجوية التكتيكية

وهي طائرة بلا محرك، تستخدم لإرباك وخداع رادارات العدو، سواء الرادارات الأرضية، أو المحمولة جواً، وقد استُخدمت بكفاءة في حرب الخليج الثانية، وخصوصا بواسطة البحرية الأمريكية.

ز. شرك تكتيكي جوي متطور

وهو تطوير للشراك الخداعية الجوية التكتيكية، مزود بالإلكترونيات السالبة والموجبة، مما يمنحه القدرة على محاكاة شكل رادار طائرات الهجوم، بما يربك قوات العدو المضادة للطائرات.

ح. الصاروخ " بوباي"

وهو صاروخ جو/ أرض موجّه، مزود بكاميرات تليفزيونية، مثبتة داخل جدار الصاروخ، تنتج أشعة تحت الحمراء للعمليات الليلية، وتسمح للموجه بإعادة توجيه الصاروخ إذا أخطأ الهدف، ويجري تطوير هذا الصواريخ بشراكة إسرائيلية ـ تركية، وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومداه يصل إلي 90 كم، وقد استخدمته القاذفة B- 52 الأمريكية في قصف أهداف في كوسوفو. وينتظر تطويره ليصل مداه إلى 350 كم عام 2002.

ط. نظم الرؤية الليلية

وقد زودت الولايات المتحدة الأمريكية، بعض قطع الأسطول، والطائرات العمودية، من طراز كوبراCobra  المهاجمة بأنظمة رؤية ليلية إسرائيلية، وهذه الأنظمة تستطيع العمل بكفاءة كبيرة ليلاً، وفي أحوال الجو السيئة.

ي. مقاعد الأمان للطائرة العمودية

وهذه المقاعد تقلل من تأثيرات اصطدام الطائرة العمودية، في حالة اصطدامها بالأرض، أو سقوطها، وذلك بامتصاص جزء من قوة الصدمة، وبالتالي تقليل الإصابات في الطاقم.

ك. خزانات الوقود للطائرات "سعة 600 جالون":

وهي خزانات خارجية، تحمل على الطائرات F-16، وذلك لزيادة مداها من 40 - 50 % من دون أي تأثيرات سلبية على قدرة الطائرة علي المناورة، أو القدرة على الإقلاع.

ل. الطائرات المقاتلة من نوع كافير

وهي الطائرات المصنعة في إسرائيل، وتستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية في التدريب، وفي دوريات مكافحة التهريب، ضمن قوات حرس الحدود.

م. الرشاش الخفيف عوزي عيار 9 مم

ويستخدم مع أفراد الخدمة السرية، في الولايات المتحدة الأمريكية.

ن. الكوبري الهجومي المتحرك

وهو كوبري خفيف محمل على شاسية دبابة، ويستخدم لاجتياز الموانع المحدودة، حتى عرض 30 قدماً، ويسمح بمرور الدبابات من فوقه.

س. نظام تحديد الهدف

وهي أنظمة تصنعها "رافال ونورس روب جرومانا"، وتساعد الطيار على الملاحة، والتعرف على الأهداف بدقة ليلاً، وفي حالات الرؤية المتعذرة، والنظام مزوّد بكاميراتين، إحداهما تستخدم الحرارة للتعرف على الأهداف استشعار حراري، والثانية تقوم بمطابقة الصور المخزنة مع الصور الملتقطة أثناء الطيران، وبالتالي تحافظ على الاتجاه الصحيح، وتتعرّف على الهدف.

ع. أجهزة راديو لاسلكية AN/VRT-140 &  AN/PRC-149

وهي أجهزة خاصة بالبحث والإنقاذ يستخدمها الطيارون، بشكل أساسي للتعرف على أماكنهم في حالة إسقاط طائراتهم، حيث ترسل إشارات ذات ترددات محدودة ومختصرة، لإمكان فريق البحث من الوصول إلى موقع الطيار، وهذه الأجهزة يمكن التعرف على نبضاتها من مسافة 125ميلاً، من طائرة تطير على ارتفاع 1000 قدم من سطح الأرض، وهذه الأجهزة تصنعها شركة "تاديران" وأمكن من خلالها إنقاذ طيار F-117 سقطت طائرته، في البوسنة خلال حرب كوسوفو.

ف. الصاروخ جو/ جو بيتون – 4

وهو صاروخ متطور، يمكن إطلاقه من أي زاوية علي طائرة معادية، ويقوم هو بتوجيه نفسه، وإصابتها.

ص. وهناك العديد من الأنظمة الأخرى التي تقتنيها الولايات المتحدة الأمريكية، من الصناعات الإسرائيلية، مثل وصلة كسح الألغام، التي تركب على الدبابات، والمركبات البرمائية، وبعض أنظمة الإطلاق للصواريخ.

4. المشروعات المشتركة بين الصناعات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية

أ. النظام الإسرائيلي ـ الأمريكي المضاد للصواريخ "حيتس". (اُنظر ملحق النظام الإسرائيلي ـ الأمريكي المضاد للصواريخ "حيتس").

ب. مدفع الليزر فائق القدرة ذو الطاقة العالية "نيوتيلس". (اُنظر ملحق مدفع الليزر فائق القدرة ذو الطاقة العالية "نيوتيلس").

ج. طائرة الاستطلاع "تسوفيت". (اُنظر ملحق طائرة الاستطلاع تسوفيت).

د. التعاون في مجال الفضاء. (اُنظر ملحق التعاون في مجال الفضاء).

5. انعكاس تطور الصناعات العسكرية في إسرائيل على المنطقة

لا شك أن تطور الصناعات العسكرية في إسرائيل، انعكس سلباً على المنطقة، وأدى إلى حدوث نوع من سباق التسلح، كانت نتيجته أن الشرق الأوسط يستورد بما قيمته 40% من حجم إنتاج السلاح في العالم، وربما تكون إسرائيل، قد استفادت من هذا التقدم في الصناعات الحربية من خلال:

أ. زيادة تأثيرها كدولة تمتلك صناعات متقدمة، وضعتها في التصنيف الخامس على العالم.

ب. دعم الصناعات الحربية للناتج الاقتصادي القومي، حيث يصل تصدير السلاح سنوياً في إسرائيل إلي أكثر من ملياري دولار.

ج. تأكيد إسرائيل لأمنها، سواء من خلال صناعاتها العسكرية الذاتية، أو من خلال التكنولوجيا المتقدمة التي تحصل عليها، من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي تضمن التفوق العسكري، وتستعيض عن التفوق الكمي من البشر بالتفوق النوعي في نظم التسليح.

د. تغلغل إسرائيل عالمياً، وخصوصاً في الدول، التي كانت تربطها بالدول العربية صداقات تاريخية، مثل الصين، والهند، ودول أوروبا الشرقية، وروسيا، من خلال تقديمها لتكنولوجيا حديثة في الصناعات الحربية، وبالتالي فقد تحول ارتباط تلك الدول بالدول العربية لصالح إسرائيل.

أما الآثار السلبية علي دول المنطقة، فهي عديدة، نذكر منها:

أ. استمرار وجود الحاجز النفسي بين دول المنطقة وإسرائيل، والشك باستمرار في سلوكها، وعدم التعامل معها كدولة صديقة.

ب. اختلال التوازن، قد يغري إسرائيل في أي مرحلة لشن عدوان، وخصوصاً إنها تتبع نظرية الردع بالشك، منذ أن فوجئت بحرب أكتوبر 1973،وهذا ينعكس بدوره علي إستراتيجيات الدول المحيطة بإسرائيل.

ج. استمرار تطوير إسرائيل لنظمها، وإتباعها المدرسة الأمريكية، في نظم التسليح يؤدي إلى سعي دول المنطقة إلى امتلاك أسلحة مماثلة، وهذا من شأنه إيجاد نوع من سباق التسلح، قد يفجِّر المنطقة في أيِّ لحظة من اللحظات.

ثالثاً: تطور فكر التعاون العسكري الإسرائيلي ـ الأمريكي في القرن الجديد

كان لوصول رئيس الوزراء إيهود باراك إلي الحكم في 6 يوليه 1999، ارتباطاً بإحياء مسيرة السلام، وهو هدف إستراتيجي تضعه أمريكا في مقدمة اهتماماتها بمنطقة الشرق الأوسط، من أجل استقرار الأوضاع، وتأمين مصالحها، وتأمين إسرائيل نفسها، والتي باتت تنحصر في حدودها الطبيعية كدولة محدودة المساحة، محدودة السكان، محدودة الموارد الطبيعية، تعيش في حصار، وتهديد من دول لم يصلوا معها إلي سلام دائم، وعادل حتى الآن.

وكان باراك يرى أن التصدي لتلك التهديدات يتطلب إعادة هيكلة مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بأكملها، على ضوء الخبرات المكتسبة من حروب عقد التسعينيات، التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية بكفاءة، ومن هنا يصر باراك على الارتقاء بالعلاقات الإستراتيجية مع أمريكا، حيث إن المساعدات الأمريكية المطلوبة، لا يمكن تأمينها إلا من خلال إطار تعاون إستراتيجي متكامل، يستدعي تطور "صيغ" الاتفاقيات العديدة القائمة حالياً، ويمكن من خلالها التغلب على العوائق الإدارية، والبيروقراطية حتى تمر المساعدات الأمريكية إلي إسرائيل دون قيود.

والإدارة الأمريكية، تبدو متفهمة لأسس تلك العلاقة الجديدة، دون الدخول في تفاصيلها، وهذا ما أشار إليه الرئيس كلينتون في حديثه الصحفي، عقب إعلان فشل مؤتمر كامب ديفيد الثاني في أغسطس 1999، والذي كان يبحث مسيرة السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

والمطالب الإسرائيلية من أجل التفوق المطلق، لا حدود لها، وهي تطلق عليها باستمرار "المطالب الأمنية"، طبقاً لأدبيات اللغة التي تستخدمها إسرائيل، لإقناع الآخرين بأنها مهددة، وتلك المطالب تتحدد في استيعاب التكنولوجيات الحديثة التي يستخدمها الجيش الأمريكي، وخاصة في مجالات الفضاء، والإنذار المبكر، ونظم القيادة والسيطرة، وتحديث سلاح الطيران لتنفيذ عمليات بعيدة المدى، واستكمال مشروع الدفاع الإستراتيجي "الجدار"، وخاصة فيما يتعلق بالنظام المعروف باسم:  Israeli Boost Phase Intercept System IBISالذي يستهدف اعتراض الصواريخ الباليستية في المراحل الأولى لتحليقها.

وقد أُعد برنامج تحديث، راعي كل الأسس السابقة تحت مسمى "IDAN " أو الحقبة، وصدَّق باراك عليها في أغسطس 1999، وهي تنفذ على مرحلتين، الأولي قريبة، على مدى أربع سنوات، وحتى عام 2003، والأخرى بعيدة، تستمر حتى عام 2010، والخطة بالكامل مؤسسة على التجربة الأمريكية في تحديث نظم أسلحتها، وفقاً لما يعرف حالياً، بالثورة في القضايا العسكريةRevolution In Military Affairs RMA، وتشمل خطة DAN 2010:

أ. زيادة الاعتماد على نظم الإنذار المبكر الفضائية، ومصادر المعلومات المتزامنة مع الحدث "Real Time Intelligence".

ب. تطوير القوات الجوية، بزيادة المدى والاختفاء من الرادارات، والاعتماد على الأسلحة الذكية بصورة مطلقة، وفي هذا المجال تخطط إسرائيل لزيادة عدد المقاتلات F-15 I , إلي 110 طائرة، بحلول عام 2010، مع إدخال طائرات قتال حديثة في الترسانة الإسرائيلية، وتفاضل إسرائيل في الاختيار بين الطائرتين، F-22، أو Joint Strike Fiter Jsf الأمريكيتين.

ج. تطوير القوات البرية، وخصوصاً الدبابة ميركافا - 4.

د. استكمال مشروع الدفاع الإستراتيجي "الجدار".

هـ. تطبيق النظم القتالية التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في حروب التسعينيات.

والمتتبع للتطبيق الإسرائيلي في تطوير وتحديث قواتها المسلحة، من المصادر المتاحة، سيجد الكثير، وهناك العديد من النماذج التي تطبقها إسرائيل في هذا المجال.

انعكاس التعاون الإستراتيجي في الإخلال بالتوازن في المنطقة

المحصلة الرئيسية لانعكاس التعاون الإستراتيجي، بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، على المنطقة ككل، وعلى دول الطوق ودول الخليج بصفة خاصة، هي اختلال التوازن بكل صوره، مما أدى إلى العديد من المشاكل والأزمات العميقة، التي لا يمكن أن تؤدي إلى سلام عادل وشامل في المنطقة كما تهدف إليه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، ولكن المحصلة الحقيقية، هي أن إسرائيل امتلكت مقومات عسكرية واقتصادية كبيرة انعكست على سياستها، التي اتصفت بالصلف والغرور، وعدم احترام القوانين الدولية، أو القرارات التي تصدر عن المنظمات العالمية، وأصبحت هي أكبر دولة تضر بحقوق الإنسان، من خلال " إرهاب الدولة "، وهو الذي تنفذه إسرائيل ضد الفلسطينيين.

والصورة الحقيقية لقدرة إسرائيل القتالية، التي تعتمد عليها في تنفيذ سياستها، وتحقيق أهدافها، تتحدد في امتلاكها معظم مقومات إدارة الحروب الحديثة، التي تعتمد على منظومات قتالية متقدمة سواء في الحصول على المعلومات وآلية القيادة، أو منظومة تحقيق المفاجأة على الخصم، أو منظومة السيطرة/ السيادة النيرانية التي تعتمد على أسلحة متطورة، وأسلحة ذكية، ثم منظومة الدفاع الإستراتيجية المضادة للصواريخ ـ ومعظم تلك المنظومات حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية، سواء من خلال الدعم المباشر، أو من خلال الإمداد بتقنيات حديثة، والتعاون ما بين الشركات الأمريكية والإسرائيلية، في تصنيع نظم القتال. (اُنظر جدول اختلال القدرات القتالية للدول الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط) و(جدول اختلال القدرات الصناعية العسكرية في الدول الرئيسية بمنطقة الشرق الأوسط).

وقد انعكس هذا الاختلال في الآتي:

1. إصرار إسرائيل على أن يكون لها دور بارز في كيان المنطقة، ويبني هذا الدور انطلاقاً من قدرتها العسكرية، والاقتصادية، وارتباطها بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى حساب جميع أدوار الدول الرئيسية في المنطقة، والتي تمثل مراكز الثقل في الشرق الأوسط على مدى تاريخه.

2. شكَّلت سياسة إسرائيل عبئاً على الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة ممارساتها التي تتعارض مع المصالح الأمريكية، التي يجب أن تتوازن في المنطقة على ضوء المتغيرات الحديثة، ومع ذلك فإن أمريكا ـ نتيجة لضغوط الإيباك على الإدارة الأمريكية ـ فإنها تنصاع لمطالب إسرائيل على حساب العرب، وبالتالي فقدت الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها، وأصبحت تكيل بمكيالين، وبالتالي فقد انعكس ذلك على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، والذي ظهر واضحاً في العمل الفدائي ضد "المدمرة الأمريكية كول" في مياه اليمن رداً على إجراءات إسرائيل القمعية ضد الانتفاضة الفلسطينية " انتفاضة الأقصى"، التي اشتعلت في 28 سبتمبر 2000، نتيجة تدنيس شارون، وجيشه للمقدسات الإسلامية، بدخوله المسجد الأقصى.

3. تنامي المظاهر السلبية لدى الحكومات، والإدارات الأوروبية، والأسيوية، نتيجة وقوفها عاجزة ما بين السياسة الأمريكية " التي تقود النظام العالمي الجديد "، وبين إسرائيل التي ترتكب حماقات في المنطقة بتأييد مطلق من أمريكا، وتلك السلبية ستكون لها آثار ضخمة على المدى المتوسط، في تهديد مصالح تلك الدول في المنطقة.

4. ازدياد شعور الدول العربية، وخصوصاً الرأي العام العربي ـ بأن بقاء إسرائيل يشكل تهديداً للمنطقة، وأن عملية السلام برمتها، يجب إعادة النظر فيها، وأن التوازن لا بد أن يتحقق، وأن احتمالات الحرب قائمة، وكل هذا الشعور سيزيد من ضغط الشعوب على حكوماتها، لتغيير سياساتها نحو السلام، بما قد يجر المنطقة إلى حروب وأزمات طويلة المدى.


 



[1] يذكر، جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي السابق في مذكراته: `أن دينيس روس، كان يعتقد عام 1989، أن الانتفاضة الفلسطينية، قد خلقت ديناميكية جديدة معتدلة، يتعين دراستها بحذر شديد، ومع احتدام الانتفاضة تصاعدت حدة القمع في شكل الاعتقال والإبعاد، وطالب حزب العمل في إسرائيل التوصل إلى حل وسط مع الفلسطينيين، وهدد بفض الائتلاف الحاكم ما لم يخفف شامير من أحلامه بإقامة ` إسرائيل كبري` مأهولة بعشرات المستوطنات الجديدة، علاوة علي ذلك أبلغت القوات المسلحة الإسرائيلية، وإسحاق رابين وزير الدفاع، وشامير، بعدم توفر حل عسكري، فوقف الانتفاضة لا يحققه إلا حل سياسي. ثم يستطرد عن دور أمريكا في إيقاف تلك الانتفاضة، والتي كانت تري عقد مؤتمر سلام، اعترضت عليه إسرائيل، أن ` موشيه أيرنز وزير الخارجية الإسرائيلي في هذا الوقت التقي معه في واشنطن في 13 مارس 1989 للإعداد لزيارة شامير لواشنطن، وأراد بيكر أن يرسل رسالة إلى رئيس الوزراء من خلاله فكتب: `إن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لأن تكون شريكاً لإسرائيل في صنع السلام.. لكن لا يمكنكم أن تتركونا مكشوفين، لا يمكنكم أن تتركونا عراة !! `.